Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إنها مؤامرة تعالوا ننام

إنها مؤامرة .. عندما نعجز عن فهم ما جرى أو يجري نسعى الى قياس مجرى أحداثها بمؤشرات أو أحداث سابقة وربط الحدث الحالي بتلك المؤشرات ..

A A
إنها مؤامرة .. عندما نعجز عن فهم ما جرى أو يجري نسعى الى قياس مجرى أحداثها بمؤشرات أو أحداث سابقة وربط الحدث الحالي بتلك المؤشرات .. مثلاً عندما تولى جورج بوش الابن رئاسة أمريكا توقع أعضاء حزبه برامج ستؤدي لنسيان عهدي كلينتون وترفع أسهم الحزب الجمهوري. إلا أن الأيام الأولى لعهد بوش الابن شهدت مفاجآت كبيرة اذ انطلق عدد من الطائرات الانتحارية لتفجير نيويورك وواشنطن أدت لتغيير تاريخ الشرق الأوسط وتولي المحافظين الجدد بأمريكا إدارة دفة البلاد. طبعاً من الصعب جداً تقبُّل ان تكون البرامج التي كان يتوقعها الجمهوريون هي هذه الأحداث. الا أن المحافظين الجدد سعوا لركوب موجة الذعر التي انتشرت بالبلاد وأحكموا سيطرتهم على مقاليد الأمور. ولا زالت نظرية المؤامرة في تلك الأحداث نسمع عنها من أكثر من طرف حتى الآن وإن كان بأشكال ومبررات مختلفة أبرزها ان اليهود وراءها بالرغم عن أن أسامة بن لادن والقاعدة اعترفوا بالتخطيط لها وتنفيذها.
السياسات التي نفذها الأمريكيون منذ احتلالهم بغداد أعادت تشكيل الوضع الداخلي بالعراق وتلا ذلك باقي المنطقة لصالح إيران. وبالرغم أن حكم المحافظين الجدد بأمريكا انتهى إلا ان الليبرالية الامريكية التي تلتهم في البيت الأبيض واصلت نفس السياسة. والغريب أن الإيرانيين يتحدثون عن أن أمريكا تتآمر عليهم، و العراقيون الشيعة يتهمون أمريكا بنفس التهمة. ونقلت إحدى المطبوعات الأمريكية عن موقع عراقي مقالاً مطولاً يتهم أمريكا بأنها هي التي خلقت داعش بهدف ضرب أي حكومة لا تساير سياسة أمريكا وإسرائيل في العالم. علما بأن الحرس الثوري الإيراني يتولى قيادة القوات العراقية في حربها ضد داعش (معارك تحرير الكويت يتولاها مائتا ألف فرد من «الحشد الشعبي» المدعوم من إيران وثلاثة آلاف جندي نظامي فقط حسب آلبي بي سي).
هل لدى الأمريكيين عقلية تآمرية تجعلهم مشغولين دوماً بالتآمر على الشرق الأوسط خاصة وبقية العالم؟
أجاب على هذا التساؤل برنامج وثائقي تلفزيوني أذاعته احدى القنوات التركية منذ حوالي أسبوعين ظهر فيه الرئيس رجب طيب اردوغان ليقول ان هناك مؤامرة كبرى تستهدف تركيا الجديدة تحت قيادته وأشار الى أن هناك «عقلاً مدبراً» يقف خلف هذه المؤامرة. ويستمر الفيلم ساعتين يتضح خلالها أن العقل المدبر هم (اليهود). ويقول الفيلم الوثائقي انهم العقل الذي «يقود العالم، ويشعل الحروب، ويفجر الثورات، ويقيم دولاً داخل دول».
هل أمريكا هي أداة «اليهود» للسيطرة على العالم؟ أم أن كل النظريات المتعلقة بدور اليهود في العالم هي مجرد وهم نتج عن الدور الكبير لليهود في مجال المال والعلوم؟
في كل الأحوال فان المطلوب اكتشاف ترياق يعالج ويقي من المؤامرة .. وحتى يكتشفه أحدكم يمكن لنا جميعاً النوم ورمي مسؤولية مصائبنا على المؤامرة لا على أننا نوفر، ونواصل توفير، أسباب نجاح التآمر علينا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store