Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطائرة قبل والدنيا حر

1/ الطائرة قبل...

A A

1/ الطائرة قبل...
حظي مقالي الأربعاء الماضي (أي جامعة أختار لمستقبل أبنائي) بكثير من التعليقات المؤيدة لما ذهب إليه أصدقاء تلك الأمسية الاجتماعية من أوليات، وسبق الجامعة التي اختاروها لمستقبل أبنائهم عن قناعة واقتناع، وذهبت كثير من التعليقات إلى أن جامعة المؤسس لها السبق في النواحي البحثية أيضًا بدءًا من تأسيس الوقف العلمي لدعم الأبحاث برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -يرحمه الله تعالى-. وفي مجال الاختراعات العلمية أكد تعليق أحد القرّاء الفضلاء أن طلاب جامعة الجميع قد اخترعوا طائرة من غير طيار (UAV) ونجحوا في إطلاقها قبل أكثر من ستة أعوام، وبعقول وأيدٍ سعودية خالصة، وفي أحد الايميلات التي وصلتني يؤكد صاحبه أن أم الجامعات تضم أكثر من 8 مراكز بحثية متميزة، وأكثر من 18 كرسيًّا علميًّا لها أبحاثها التطبيقية المتطورة، إضافة إلى أكثر من 30 جمعية علمية تنظم الأنشطة العلمية والبحثية والدراسات الميدانية لخدمة المجتمع.
فيما أكدت إحدى الرسائل أن جامعة المؤسس كانت أول جامعة تمد ذراعيها وتفتح عقلها وقلبها للتعاون مع القطاع الخاص التجاري والصناعي لنقل التقنية للمجتمع بالتعاون مع شركات ومؤسسات التقنية العالمية بإطلاق (منظومة الأعمال والمعرفة) قبل حوالى خمسة أعوام، فيما ذهب أحد القرّاء معلّقًا بأن هذه الجامعة هي رائدة تطوير التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتبنيها وعقدها بنجاح لورشة عمل تفعيل وثيقة الآراء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم في دول مجلس التعاون، وذلك عام 1425هـ.
وأعجبني تعليق لطيف لأحد الطلاب أكد فيه أن من أسباب التحاقه والكثيرين من زملائه بأم الجامعات هو تفردها بأندية نشاط طلابي، لا توجد في أي جامعة سعودية أخرى مثل نادي الفروسية، ونادي التراث الشعبي، ونادي الرياضات البحرية، ونادي الرحلات والرياضات البرية.
وهنا اكتفيتُ ببعض ما وصلني من تعليقات القرّاء الأكارم، وقلت في نفسي إن هذه الجامعة التي خرجت من رحم المجتمع كجامعة أهلية عام 1387هـ، وسجلت يومها سبقًا كأول جامعة لتعليم الفتاة السعودية، ثم تحوّلت إلى جامعة حكومية عام 1391هـ، لهي بحق رائدة التعليم العالي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع التي توسعت أفقيًّا وعموديًّا لاستيعاب أكبر عدد من فلذات أكبادنا الثروة الحقيقية للمجتمع اليوم، وقادته غدًا، كما نحيي الدور الذي يلعبه الإعلام كصحيفة (التميّز) جريدة المدينة المنورة في إبراز السبق والأولوية لأم الجامعات، جامعة الجميع، جامعة المؤسس، جامعة الملك عبدالعزيز، والقادم أحلى.
2/ الدنيا حر
أُفٍ من الحر الشديد.. آهٍ من الجو الملتهب.. تأفف موسمي، وشكوى صيفية من الحر اللاهب، ودرجات الحرارة المتصاعدة كل صيف..
هل الملام الجو من حولنا، أم التغير المناخي الذي يميل إلى ارتفاع متنامٍ وغير مسبوقٍ عالميًّا في درجات الحرارة نتيجة لظاهرة التغير المناخي Global Change؟
أم هل الملام النفس البشرية التوّاقة دومًا إلى التغيير، والمتطلعة كثيرًا إلى التجديد، والراغبة أبدًا في الانطلاق، والطامحة دومًا إلى الركض والحريّة؟
أم هل هي بيئتنا الصحراوية الجافة الشديدة الحرارة صيفًا، المعتدلة شتاءً، النادرة الأمطار صيفًا وشتاءً؟
أم هل الملام برامج الترويح والأنشطة الصيفية لدينا التي يكون ربح التجار السريع هدفها الخفي، وتشجيع التسوق والمولات والمراكز التجارية تأتي أولاً على حساب المصطاف الغلبان الذي يقف مغلوبًا على أمره تحت وطأة أسعار الشقق والغرف في المناطق السياحية أيًّا كانت وجهته: جدة، الطائف، أبها، الباحة، شمالاً، جنوبًا، شرقًا أو غربًا ... الخ.
السياحة ليست أسواقًا، ومراكز تجارية، ومهرجانات تسوق. إنها صناعة متكاملة الأركان، قائمة على علم وبحث ومنهجية، فرحلاتنا الجوية تئن وتتوجع من الانتظار، أو عدم وجود مقاعد، الأسعار فلكية، وإيجارات الشقق المفروشة والشاليهات ارتفعت عن سابق إصرار وترصد 30%، أمّا عن الخدمات والاستراحات، والخدمات على الطرق البرية فحدِّث ولا حرج ..
هل الجو المعتدل في الهدا أو الباحة أو أبها هو مصدر الجذب؟ ربما.. وربما أيضًا الترابط الاجتماعي، واجتماع الأهل في المناسبات الاجتماعية.. أمّا غير ذلك فيبدو أن المشوار مازال طويلاً لنرتقي بصناعة السياحة.
سيمر علينا صيف تلو صيف، وتتواصل الشكوى من تصاعد درجات الحرارة، وتزايد لهيب الأسعار، وتتواصل المطالب بتوفير أبسط مقومات السياحة الحقيقية للمواطن المتوسط الدخل، وتشديد الرقابة على الأسعار، أمّا الذين تسمح ظروفهم فسيجدون الطرق برًا وبحرًا وجوًا مهيأة لكي ينالوا قسطًا من الراحة في أجواء أكثر اعتدالاً خارج الحدود، بعيدًا عن لهيب الأسعار، وفي أجواء عائلية ترفيهية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store