Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيران: يا نتدخّل يا نخرّب!

لو استنطقنا التاريخ، وبحثنا في صفحاته عن دولة مارست ما تمارسه إيران اليوم بحق (المملكة العربية السعودية) لما وجدنا لها مثيلاً.

A A
لو استنطقنا التاريخ، وبحثنا في صفحاته عن دولة مارست ما تمارسه إيران اليوم بحق (المملكة العربية السعودية) لما وجدنا لها مثيلاً. الصلف الإيراني (المستمر) منذ قيام (الثورة الخمينية) تجاه السعودية لم يأتِ وليد الصدفة، ولم يأتِ كون السعودية هي البادئة بالاستفزاز أو المعاداة؛ إنما جاء نتيجة حتمية لوقوف السعودية بوجه الأطماع والأمانيِّ الإيرانية، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي (عادل الجبير) حينما صرح بأن السعودية حريصة على التصدي للتحركات الإيرانية العدائية في المنطقة. الثورة الخمينية قامت لا لأجل رقي ورفاهية الشعب الإيراني، ولم يكن من أهدافها بناء علاقات يسودها الود والاحترام مع دول الجوار، إنما قامت بهدف التوسع على حساب دول ذات سيادة وطنية، قامت لتصل لمبتغاها النهائي وهو السيطرة على المقدسات الإسلامية (مكة والمدينة) لتكون شافعًا ومصدقًا لها لنيل مرامها، ولتغدو ممكِّنًا ورافدًا قويًّا لعرقها الصفوي الذي قام لأجل (التضاد) مع الدِّين الإسلامي المطهَّر الذي بُعث به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهيهات أن يكون ذلك وقد تكشَّفت النوايا وبان العوار. بالأمس طالت يد العدالة ثلة من أبناء الوطن الذين أبَوا إلا أن يكونوا معاول هدم في أيدي أعداء وطنهم، ولم يكن للمذهب أو الانتماء دور في إصدار الأحكام القضائية وتنزيلها عليهم، هنا ثارت ثائرة (العِصابة الإيرانية) لتمارس غوغائياتها المعتادة ظنًّا منها أنها بأساليبها الصبيانية قادرة على التغيير في القرار، ولما أن تيقَّنت أن الأمر قُضي أدركت وقتها أنها أصبحت في موقف محرج أمام من أغرتهم ومنَّتهم وظهرت أمامهم بمظهر المنافح عنهم، لذلك لجأت لما تلجأ له بعض الفرق الرياضية (يا نفوز يا نخرِّب) فرأيناها تمارس أساليبها الصبيانية التي لا تمارسها أحقر الحكومات وهو اعتداؤها السافر على السفارة والقنصلية السعودية بإيران، في مشهد تكرر ويتكرر كلما ضُيِّق عليها الخناق. هنا كان لا بد للحزم أن يتواجد في ظل هذه الممارسات اللامسؤولة، ولذا أعلنت السعودية قطعها علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطردها الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها. مثل هذا القرار لا تحبذه السعودية ولا تلجأ إليه إلا مضطرة، فـ (الكَيُّ) هو آخر العلاج. قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران هو القرار الأصوب؛ حتى تعرف إيران قَدْرَها، وتعود لحجمها الطبيعي، وهو ما ينبغي أن تتخذه بقية دول مجلس التعاون، بل نأمل أن يمتد القرار ليصل إلى تفعيل الآلة الإعلامية الخليجية لبيان الانحرافات الفكرية الإيرانية، ويصل إلى مقاطعة منتجاتها، وعدم تمكين رجال أعمالها من الاستثمار في دول المجلس؛ حيث إن عائدات استثماراتهم ترتد علينا خناجرَ مسمومة. قطع العلاقات مع إيران لن يضر السعودية شيئًا، فإيران هي المتضرر الأول، والخاسر الأكبر في معركة الحزم والكرامة التي تديرها السعودية باقتدار.
Mashr-26@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store