Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

واحات المنورة واجهة حضارية

في رحلتي الأخيرة العلاجية، وأنا أغادرُ المدينة النبوية عبر بوابة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، توقفتُ أمام ركن مخصص لواحات المنورة، التي تعرض منتجات مدنية من الأرض المباركة، وتأمّلتُ كلَّ منتج

A A
في رحلتي الأخيرة العلاجية، وأنا أغادرُ المدينة النبوية عبر بوابة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، توقفتُ أمام ركن مخصص لواحات المنورة، التي تعرض منتجات مدنية من الأرض المباركة، وتأمّلتُ كلَّ منتج، سواء من التمور، وإبداعات المصانع في المدينة النبوية، أو من السجاد والذي أبدع المصممون في تصميمه، واختيار مسمّى كلِّ سجادة صلاة؛ لتربطَ الحاجَّ، والمعتمرَ، والزائرَ، والمحبَّ للمدينة وساكنها -عليه أفضل الصلاة والسلام- بالإضافة إلى بعض منتجات الأسر المنتجة.
بهذه الأجواء الروحانية، وقدسية وشرف المكان، يحصل المسلمون على تذكارات يعودون بها إلى ديارهم، ويراودهم الحنينُ دومًا لزيارة المسجد الشريف، والتشرّف بالسلام على النبيّ المصطفى المختار.
كما تأمّلتُ تلك السبح التي صُنعت بأيدٍ سعوديةٍ وتذكرتُ زيارتي إلى مسجد قباء، حيث كان تدشين هذا المشروع من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، والذي يخطط برؤية مستقبلية، كيف يمكن استثمار الطاقات والإمكانات الشابّة والطموحة من أبناء وبنات طيبة عبر مشروع -صُنع المدينة-. كلّ المسلمين يحلمون بأن يحملوا معهم عبق هذه الأماكن المقدسة، فكان الأمير صاحب الفكرة وداعمًا لها، ومؤيدًا ليكون هناك منتج مدني خالص، وليست بضائع مستوردة اعتدنا من زمن على شرائها، اليوم اختلف الوضع وأصبح لدينا عزيمة وقيادة حكيمة تشجع المشروعات والأفكار الرائدة، ولازال في جعبة أبناء طيبة الطيبة الكثير من الأفكار، وسمو أمير المنطقة خير مَن يشجّع ويدعم، فتحية طيبة له ولكلّ من يساهم من رجال الأعمال والروّاد في هذا المجال لمزيد من المنتجات، والمشروعات المبتكرة.
وفي طريق العودة عبر نفس المطار، آلمني كثيرًا تصرّف بعض الموظفين هناك، حيث كان المطار يستقبل أعدادًا هائلة من الزوّار، ومن مختلف الجنسيات، وعندما صعدنا الدرج الكهربائي، وعند وصولنا للباب المُغلق أتوماتيكيًّا لم يكن هناك الموظف المسؤول عن فتحه، بقينا واقفين ربع ساعة، وعندما وصل كان مكفهرًّا، ولم يكلّفْ نفسَه حتّى بكلمة اعتذار واحدة! فأحسستُ بغصّة في حلقي، وتساءلت: ماذا سيقول هؤلاء الزوّار عنّا، وعن هذا التصرّف من شخص واحد، ولكنّه يمثّل مجتمعًا بأكمله؟.
وما زاد ألمي وحزني، تلك الشخصيات التي لم تتلقَّ تدريبًا كافيًا على فنّ الحوار والتواصل مع الآخرين، وما هي مدلولات لغة الجسد بالنسبة للبشر، عندما نختم جوازاتنا، وأرى بعيني أحدهم يلوّح بيديه بطريقة غير لائقة لزائر، وكأنّه يتعامل مع نكرة، وبعدم احترام لآدميته! قلتُ في نفسي: لابدّ أن أوصل صوتي للمسؤولين عن هذا الوضع هؤلاء هم أول من يستقبلون ضيوف الرحمن كيف لا نستقبلهم بوجه بشوش، وابتسامة صادقة، وقطعة من الحلوى، وترحيبًا لا يوازيه ترحيب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store