Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وتبخَّر حلم اللجان الثقافية!

بالأمس اعتمد وزيرالثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي اللائحةَ الجديدةَ للأنديةِ الأدبية التي استغرق إعدادُها وقتًا طويلاً ظلَّ المثقفون طواله يأملون أن تخرج اللائحة بحجم آمالهم وطموحاتهم، لكنها لما

A A
بالأمس اعتمد وزيرالثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي اللائحةَ الجديدةَ للأنديةِ الأدبية التي استغرق إعدادُها وقتًا طويلاً ظلَّ المثقفون طواله يأملون أن تخرج اللائحة بحجم آمالهم وطموحاتهم، لكنها لما خرجت خرج معها سيل من ملاحظاتهم واستدراكاتهم. إذا ما تجاوزنا قضية (العضوية) التي لم تنجح اللائحة في تقنين معاييرها ولم يستقر المثقفون على توصيفها فإنني سأتطرق لقضيتين في اللائحة الجديدة: الأولى- تتعلق بمفهوم النادي، فاللائحة سمَّته هكذا (النادي الأدبي) وعندما أوردتْ أهدافَه (الثمانية) تكررت مفردة (الأدب) واشتقاقاتها (ثماني) مرات، ولم ترد مفردة (الثقافة) إلا مرة واحدة، والوزارة تعلم أن الأندية الأدبية بغض النظر عن مسمياتها (أدبية- أدبية ثقافية- ثقافية أدبية) تجاوزت مؤخرًا قضية الأدب إلى فضاء الثقافة بكل ألوانها، وهو الأمر الذي خلق تباينًا واضحًا بين المسمى والأهداف من جهة، والممارسات من جهة أخرى. يتضح من خلالِ إيرادِ اللائحةِ مفهومَ النادي الأدبي وأهدافه أن الأندية المعنيَّة هي (أندية أدبية) لكنَّ اللائحة لم تَفْصِل في أنشطة بعض الأندية التي تخرجها عن كونها أدبية إلى كونها ثقافية وهو ما يعيدنا إلى المربع الأول، وفي مقالي «الأندية الأدبية بين الأدب والثقافة» مزيد تفصيل. أنا هنا لا أصادر النشاط الثقافي لكنني أطالب بأن تَفْصِل اللائحة في الأمر؛ فإما أن تعيد صياغة الأهداف بحيث يكون للنشاط الثقافي نصيب منها، أو تُلزم الأندية بالتقيُّد بمضمون الأهداف الحالية تجنبًا للازدواجية. القضية الثانية- هي قضية (اللجان الثقافية) في المحافظات التابعة للأندية الأدبية، هذه اللجان وُلدت نتيجةً للحراك الثقافي في تلك المحافظات، ورغبةً من الأندية في توسيع أنشطتها للأطراف. ولقد قامت هذه اللجان بأنشطة وبرامج استحقت عليها الإشادة من جهات عليا، غير أن ما يؤرق القائمين عليها أمران: الأول- الميزانيات المتواضعة التي تتلقاها اللجان الثقافية من الأندية الأدبية التابعة لها، فهذه الميزانيات لا تفي بالغرض المنشود. وكم طالبَ القائمون بأمر هذه اللجانِ بل ورؤساءُ الأنديةِ الأدبيةِ الوزارةَ بتخصيص ميزانيات مستقلة وكافية لهذه اللجان حتى تستطيع الوفاء بأهدافها، وكان الجميع يحلم بأن تحمل لهم اللائحة البشرى ولكن..! الأمر الآخر- البيروقراطية في اعتماد أنشطة اللجان الثقافية؛ فأمر الاعتماد يستغرق عدةَ أشهر حتى يتم وعدةَ أشهر حتى يُنفَّذ، ونحن نعلم أن ظروف الضيوف من أدباء ومفكرين غير مستقرة، فكيف نضمن استقرارها مدةً تزيد على عشرة أشهر؟ كان الحلم أن نجد في اللائحة حلاًّ لهذه الإشكالية كأن يُكتفَى باعتماد محافظِي المحافظات أنشطةَ اللجانِ الثقافية، لكنَّ اللائحة فاجأتنا بتأكيدها: «على أن يَعتمد المجلس -تقصد مجلس النادي- أنشطتها وبرامجها، بعد التنسيق مع أمارة المنطقة وإشعار الوزارة بذلك». فليت أن الوزارة تأخذ بآراء المثقفين وتعيد صياغة اللائحة بما يحقق طموحاتهم المشروعة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store