Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تقي الدين: التجاهل العربي لمسلمي البرازيل ترك الساحة للنشاطات الصهيونية والتنصيرية

تقي الدين: التجاهل العربي لمسلمي البرازيل ترك الساحة للنشاطات الصهيونية والتنصيرية

د. خالد تقي الدين مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالبرازيل، من الشخصيات العربية التي هاجرت للبرازيل واستقرت بها وانغمست في العمل الإسلامي هناك حتى أصبح إحدى الشخصيات البارزة التي تسعى لمواجهة مشكلات المسلمين هناك. وفي حواره مع "الرسالة" يؤكد تقي الدين أن التجاهل العربي والإسلامي لمسلمي البرازيل ترك الساحة البرازيلية خالية تماماً أمام النشاطات الصهيونية والتنصيرية.

A A

د. خالد تقي الدين مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالبرازيل، من الشخصيات العربية التي هاجرت للبرازيل واستقرت بها وانغمست في العمل الإسلامي هناك حتى أصبح إحدى الشخصيات البارزة التي تسعى لمواجهة مشكلات المسلمين هناك. وفي حواره مع "الرسالة" يؤكد تقي الدين أن التجاهل العربي والإسلامي لمسلمي البرازيل ترك الساحة البرازيلية خالية تماماً أمام النشاطات الصهيونية والتنصيرية. وأضاف أن ضعف التعليم الديني عقبة أساسية أمام المجتمع المسلم في البرازيل، وحالة التعليم الديني واللغة العربية لا تبعث على التفاؤل في البرازيل، فلا توجد مدارس بالمعنى الكامل لتعليم الدين واللغة العربية وإنما هي فصول محدودة تقوم بهذا العمل بإمكانيات ضعيفة. وأشار إلى أن المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل هو إحدى المحاولات لتجميع شمل العلماء والمشايخ في البرازيل وإنشائه جاء بسبب حاجة المسلمين الملحة لتوحيد الجهد الدعوي ووضع الخطط اللازمة له،مطالباً المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي بإرسال المزيد من الدعاة، وبناء الكثير من المراكز وتبني بعض الطلاب البرازيليين أو من أبناء الجالية لدراسة الإسلام. وفيما يلي تفاصيل الحوار : الوجود الإسلامي في البداية نريد أن تحدث القارئ عن تاريخ الإسلام في البرازيل؟ ظهر المسلمون في البرازيل بعد اكتشاف القارة الأمريكية مباشرة، وهناك بعض المؤرخين البرازيليين الكبار مثل جواكين هيبيرو أكد أن العرب المسلمين زاروا البرازيل واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1500م ، وأن قدوم البرتغاليين إلى البرازيل كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا أخصائيين ومتفوقين في الملاحة وصناعة السفن، ووصل بعض المسلمين الأندلسيين إلى البرازيل ممن هاجر سراً هربا من اضطهاد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد هزيمة المسلمين فيها، ولما كثرت الهجرة الإسلامية الأندلسية إلى البرازيل، أقيمت هناك محاكم تفتيش على غرار محاكم التفتيش في إسبانيا، وحددت صفات المسلم، وعمدت إلى حرق الكثيرين منهم أحياء،وتؤكد الوثائق التاريخية المحفوظة في المتاحف البرازيلية، أن أكثرية المنحدرين من الأفارقة الذين جيء بهم كعبيد إلى البرازيل هم من جذور إسلامية، وأنهم كانوا يقرأون القرآن باللغة العربية، وقد وصلت أفواج الرقيق إلى البرازيل عام 1538، ولم تمضِ 40 سنة حتى نقل إليها 14 ألف مسلم مستضعف والسكان لا يزيدون على 57 ألفاً، وفي الوقت الحالي يشكِّل المسلمون في البرازيل أكثر من 1.5% من مجموع عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة، وأكثر تجمعاتهم في ولايات ساوباولو وريو دي جنيرو وبارانا وريوغراندي دي سول، ولا توجد إحصائيات دقيقة بالنسبة إلى عددهم، إذ تقدر بعض المصادر عدد المسلمين في البرازيل حوالى المليونين، وديانة البرازيل الرسمية هي المسيحية الكاثوليكية، بالإضافة إلى وجود ديانات أخرى يمثل الأفراد المنتمون إليها نسب مختلفة من عدد السكان، ومن بينهم المسلمون. ضعف التعليم سمعنا أن هناك ضعفا كبيرا يعاني منه أبناء المسلمين في البرازيل خاصة فيما يخص الجانب التعليمي فهل هذا صحيح؟ بالفعل هذا الأمر حادث على أرض الواقع ضعف التعليم الديني عقبة أساسية أمام المجتمع المسلم في البرازيل، وحالة التعليم الديني واللغة العربية لا تبعث على التفاؤل في البرازيل، فلا توجد مدارس بالمعنى الكامل لتعليم الدين واللغة العربية وإنما هي فصول محدودة تقوم بهذا العمل بإمكانيات ضعيفة، ويعاني أبناء المسلمين صعوبة بالغة في الالتحاق بها بسبب البعد الشاسع وصعوبة المواصلات، وخاصة على الأطفال فإذا أضفنا لذلك النقص في عدد المدرسين المتخصصين، وعدم وجود الطرق الحديثة لتعليم اللغات، وعدم وجود الكتاب المشوّق للأطفال، وعرفنا أسباب واقع التعليم المتواضع للمسلمين في البرازيل،كما أصبح الجيل الجديد الناشئ في أرض البرازيل أقرب إلى العقلية البرازيلية منه إلى الروح الإسلامية، بمعنى أن الشاب يريد أن يختار زوجته، وكثيراً ما يختار زوجته من فتيات الوطن الجديد، والمشكلة الكبرى هنا هي عندما تتزوج المسلمة من غير المسلم حيث كثرت هذه الظاهرة في السنين الأخيرة وتلك عقبة أولى في تكوين أسر لها قوام إسلامي في أرض المهجر. اتحاد المؤسسات الإسلامية بصفتك الأمين العام لاتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل نريد أن نتعرف على أهداف هذا الاتحاد وأهم انجازاته لخدمة الإسلام والمسلمين داخل البرازيل؟ اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل تم تأسيسه عام 1979 على يد الحاج حسين محمد الزغبي وبإشراف السفارات الإسلامية في البرازيل ومباركة رابطة العالم الإسلامي، وأهم أهدافه هي العمل على رعاية شؤون الجالية المسلمة في البرازيل وتأسيس المراكز والمساجد الإسلامية وتوفير الدعم للهيئات والمراكز الإسلامية بالإضافة إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي داخل البرازيل بالموعظة الحسنة، وأهم انجازاته تشييد المساجد مثل مسجد كامبيناس ومسجد جوندائي وسان ميجيل ومسجد غوارليوس والشيخ عبودي بمارنجا ومسجد الملك فيصل بلوندرينا ومسجد كولينا ومسجد كامبو ومسجد دورادوسوسانت اماروا بساوباولو، كما عمل الاتحاد على استقدام الكثير من الدعاة والمشايخ للمساجد السالف ذكرها بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية ورابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية، وأيضا شارك الاتحاد في العديد من المؤتمرات داخل وخارج البرازيل كما دعم بعض المراكز الدعوية بالمساعدات المالية شهريا بالإضافة إلى تقديم الإعانات إلى بعض الجاليات الإسلامية وإقامة بعض المؤسسات التي تعمل على إدارة الشؤون الإسلامية ورعاية الفقراء. خطط دعوية بصفتك تشغل أيضاً منصب نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالبرازيل فما هو الدور الذي يقوم به هذا المجلس على الساحة البرازيلية؟ المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل هو إحدى المحاولات لتجميع شمل العلماء والمشايخ في البرازيل وإنشائه جاء بسبب حاجة المسلمين الملحة لتوحيد الجهد الدعوي ووضع الخطط اللازمة له، وقد أسس هذا المجلس قبل عامين، وهو مازال في طور التأسيس، وقد حصلنا على ترخيصه من قبل السلطات البرازيلية خلال هذا العام وهذا كان أمراً أساسياً، والأهداف التي نسعى إليها توحيد الفتوى وخصوصاً في الأمور المستجدة، والتعريف بدين الإسلام، والاهتمام بوضع الدعاة في البرازيل وتنمية مواهبهم، وتوحيد الأعياد ودخول الشهور العربية، ونشاطات المجلس مازالت في بدايتها، والمجلس مازال كذلك في دوره الداخلي ولم يتواصل حتى الآن مع المؤسسات الإسلامية الخارجية. الواقع الدعوي هل أدى ذلك المجلس إلى تنشيط الواقع الدعوي الإسلامي في البرازيل ؟ الواقع الدعوى الإسلامي في البرازيل مازال في المهد يخطو خطواته الأولى والحمد لله الآن يوجد في البرازيل أكثر من 100 مسجد ومصلى، وتوجد أكثر من 60 مؤسسة إسلامية على امتداد البرازيل، وهذه المؤسسات تحاول تقديم الحد الأدنى من تعاليم الإسلام للمسلمين، وكذلك هناك بعض المؤسسات تحاول عمل علاقات مع غير المسلمين ولكن نستطيع القول أن الدعوة وسط غير المسلمين مازالت ضعيفة، وهي تحتاج إلى خطط ودعم مالي، من العوائق الرئيسية ندرة الدعاة وخصوصاً من يتحدث منهم باللغة البرتغالية، والمسلمون يتزايدون وحاجتهم تتزايد يوما بعد يوم، وبعض أبناء المسلمين يعتنق النصرانية، وذلك إما بسبب عدم اهتمام الأهل والسبب الآخر لعدم وجود الدعاة والمؤسسات التي تعنى بأمرهم، لذلك أرى أن المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي مطالبة بإرسال المزيد من الدعاة، وبناء الكثير من المراكز وتبني بعض الطلاب البرازيليين أو من أبناء الجالية لدراسة الإسلام. الطفل السعيد هناك مشروع هام تم إطلاقه مؤخراً في البرازيل وهو مشروع"الطفل السعيد " فماذا عن هذا المشروع وما مدى أهميته بالنسبة للمسلمين هناك؟ مشروع الطفل السعيد بمدينة جواروليوس الواقعة في ولاية ساو باولو من المشروعات الهامة وتسعى الجالية الإسلامية بالبرازيل من خلاله لترسيخ وجودها، عبر تعزيز دورها الاجتماعي لخدمة المواطن البرازيلي البسيط ولا يقتصر على المسلمين فقط، فنحن نعمل على التفاعل الجدي مع مشاكل المجتمع مما أكسبها المزيد من الاحترام، لأن هذا المشروع أدخل الفرحة على حوالى أربعة آلاف طفل برازيلي من خلال توزيع الهدايا وتنفيذ برامج للعناية الصحية والتربوية خلال يوم كامل، وتتلمس الأقلية المسلمة من خلال هذه المشاريع ترسيخ وجودها في المجتمع البرازيلي والمشاركة بفعالية في مختلف جوانب الحياة بالبرازيل. ضعف إعلامي هل توجد في البرازيل وسائل إعلام خاصة بالجالية المسلمة،وماذا عن تواجدكم السياسي والاقتصادي على الساحة البرازيلية؟ ـ للأسف الشديد لا توجد وسائل إعلام تعبّر عن الجالية المسلمة في البرازيل، فليس هناك جريدة أو قناة تلفزيونية أو فضائية تعبر عنهم، وتوثق الصلة بين أفراد الجالية في جميع أطراف البلاد، وهو ما نحاول مواجهته بطبع نشرات ترد على الاتهامات الموجهة للإسلام والرد على الافتراءات، وهو ما يفرض تحدياً على الدول الإسلامية والميسورين في العالم الإسلامي بضرورة مد مسلمي البرازيل لإطلاق قناة فضائية تتحدث عن همومهم باللغة البرتغالية، خصوصًا أن الأغلبية العظمى من الجالية لا تجيد العربية، وذلك للحفاظ على الهوية المسلمة للجالية، وإيجاد نوع من التواصل الثقافي والديني بين المنطقة والجالية المسلمة، خصوصًا أن هناك جهات مشبوهة تعمل على استغلال هذه المشكلة لإيجاد حالة انفصام بين الجالية وهويتها الدينية، أما على الجانب السياسي والاقتصادي فقد حقق المسلمون في السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً بعد اندماجهم في الحياة السياسية والاقتصادية بشكل تام، لدرجة أن جميع الولايات البرازيلية لها نواب مسلمون في البرلمان البرازيلي، فضلاً عن وجود عدد من المسلمين يشغلون منصب محافظ هذه الولايات، وقد وصلت هذه الطفرة مداها بوصول أكثر من "43" نائبًا إلى البرلمان البرازيلي بنسبة 10% من النواب، وقد ترجم مسلمو البرازيل هذا النمو في بناء المساجد التي تملأ مدن كورتيبا وارانجو وكويابا ولندرينا، وتم بناء سلسلة من المساجد في برازيليا وسان ميجيل وجوندياني وبريتوس وسانتوس كمبو، بالإضافة إلى الجمعيات الإسلامية التي تكرس دورها لخدمة مسلمي البرازيل. * هل معنى ذلك أنه ليس هناك تواصل بين المنظمات العربية وبين الجالية المسلمة؟ ـ هناك تواصل موجود بالفعل لكنه قليل جدًا إذ زارنا في الفترة الأخيرة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد الله التركي، وأبدى دعمه للعديد من المشروعات التي تقوم بها جمعية الدعوة الإسلامية التي ترعى مشروعًا لرعاية الجوعى والمعدمين، ويقدم دعمًا شهريًا لأكثر من (500) أسرة، بينهم (104) أسر مسلمة، وهو ما يؤكد مدى اندماج المسلمين ومؤسساتهم في المجتمع البرازيلي، وقد وجه التركي دعوة للعديد من الدول والمنظمات الإسلامية للاستثمار الدعوي في البرازيل وإحياء الصلات مع الجالية المسلمة. معهد الدراسات الإسلامية يعد المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية أول معهد ديني لإعداد الدعاة بالبرازيل فماذا عن هذا المعهد وأهم ما سيقوم به؟ ـ المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية، والذي تم تسجيله رسميا في 15 مايو 2008م بمقر الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة مارنغا بولاية بارانا، أول جهة أكاديمية إسلامية بالبرازيل لتدريس العلوم الإسلامية وفق أسس علمية حديثة بهدف تكوين كادر دعوي متميّز من أبناء البرازيل، هناك 120 مركزا إسلاميا ومسجدا ومصلى في البرازيل يخلو ثلثاها من الدعاة في تلك الدولة التي تعد أكبر دول أمريكا اللاتينية مساحة، وتعدادا سكانيا، والمعهد سيسمح بتعويض هذه النقص في أعداد الدعاة،وهناك سبب آخر دفع المسؤولين عن الدعوة في البرازيل للتفكير في تأسيس المعهد، وهو غياب الدعم الإسلامي العربي كلية عن المنطقة خلال السنوات الماضية؛ وهو ما جعلنا نفكر في تخريج الدعاة محليا،وإن مشكلة نقص الدعاة لا تقتصر على البرازيل، وإنما تتعداها لجميع دول أمريكا الجنوبية، ويجب على العالم الإسلامي وضع القارة على أجندة اهتمامه الدولية باعتبارها تمثل مستقبل الدعوة الإسلامية، وإحدى بواباتها على العالم. من المهام التي يقوم بها المعهد توفير ما يسمى بالتعليم عن بعد لأبناء البرازيل فهل نجحت هذه التجربة؟ البرازيل دولة مترامية الأطراف، ومساحتها 8,5 ملايين كم مربع، ومن العسير جمع الطلاب في مكان واحد، خاصة أن معظمهم من الحرفيين والعمال وطلاب الجامعات، وهذا ما دفع المعهد إلى اعتماد نظام الدراسة عن بعد بالتوازي مع الدراسة النظامية العادية وذلك تيسيرا على الطلاب الراغبين في الانضمام، وتحول ظروفهم الحياتية أو البعد الجغرافي دون تمكنهم من الانتظام في الحضور،وأنه يشترط في الطلاب المتقدمين للمعهد أن يكونوا قد أكملوا المرحلة الثانوية فما فوق، ومن المتوقع أن يصل عدد الطلاب إلى ما بين 150- 250 طالبا وطالبة، وأن الدراسة ستقتصر على سكان المدينة فقط في المرحلة الحالية، ونأمل في المستقبل القريب إنشاء سكن داخلي للطلاب الوافدين من أنحاء البرازيل،كما أن عددا كبيرا من الطلاب قد يعجز عن دفع رسوم الدراسة رغم قلتها، بسبب تدني مستوى الدخل في البرازيل، ونحن ندعو المحسنين والجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي إلى المشاركة في كفالة الطلاب حيث تبلغ تكاليف كل طالب نحو ألف دولار خلال عامين، هما مدة الدراسة بالمعهد، أما عن المدرسين فإن هيئة التدريس ستشكل من 6 مدرسين من أبناء البرازيل، و6 آخرين من جامعة إفريقيا العالمية بالسودان ودولتي الكويت وقطر، ويوجد لدينا تنسيق مع الحكومة لاعتماد الشهادة رسميا في البرازيل، وكذلك لاعتمادها بجامعات العالم الإسلامي، ويتبنى المعهد في مقرراته الدراسية منهج الوسطية والاعتدال والتيسير، بعيدا عن الإفراط والتفريط والغلو في الدين، ومدة الدراسة في المعهد سنتان مقسمة على ثمانية فصول دراسية --- السفارات الغربية تمارس التنصير وسفاراتنا الإسلامية تكتفي بإقامة الحفلات!! وعن التجاهل العربي والإسلامي لمسلمي البرازيل، يقول: هذا التجاهل ترك الساحة البرازيلية خالية تماماً أمام النشاطات الصهيونية والتنصيرية، فهناك اهتمام صهيوني كبير بالوضع في أمريكا اللاتينية عمومًا، والبرازيل خصوصًا، ونلمس هذا الاهتمام في الدور الكبير الذي تلعبه سفارات إسرائيل في هذه القارة، في حين تكتفي السفارات العربية والإسلامية بإقامة الحفلات وتوجيه الدعوات في المناسبات الرسمية، دون أن يكون لها دور سياسي أو دبلوماسي، أو فتح قنوات اتصال مع الجاليات الإسلامية،كما أن مؤامرات المنظمات التنصيرية لا تنتهي في البرازيل وبميزانيات مفتوحة لدرجة أن إحدى السيدات كانت ترغب في زيارة طبيب أمراض نساء وولادة مسلم، ووجدت ضالتها في طبيب متخصص اسمه محمد فقامت بزيارته، وأكدت له أنها سعيدة لأنها وجدت طبيبًا مسلمًا، فما كان من الطبيب إلاّ أن أخبرها أنه ليس مسلمًا، وأن اسمه "محمد" هذا قد أطلقه أهله عليه في لبنان قبل أن يتنصّر في البرازيل، وتكشف هذه القضية مدى توغل الغزو التنصيري، في وقت لا تعرف نسبة كبيرة من مسلمي البرازيل شيئًا عن العربية والإسلام بشكل يجعل هويتها محل تهديد كبير، خصوصًا أن المدارس الإسلامية لا تقوم بتدريس العربية لضعف الكوادر والإمكانات، وإن أغلب المسلمين الجدد للأسف الشديد لا يجدون البيئة المناسبة داخل التجمعات المسلمة حيث نفتقد العدد الكافي من الدعاة والبرامج والمحاضن الدعوية الملائمة لهم؛ ما يدفعهم إلى العودة إلى عقائدهم وأفكارهم السابقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store