رمضان شهر المحبة والتسامح

الكون كله يحتفل برمضان، شهر عظيم أظلنا وأكرمنا الله به نحن أمة الإسلام ليكون لنا موعد مع رحلة السلام الداخلي مع النفس وتتجلى فيه الروح وتبتهج بنفحات ايمانية يستشعرها الصغير والكبير.
ما أحوجنا في هذا الشهر لإعادة ترتيب دواخلنا وعلاقتنا مع خالقنا جل في علاه كيف هي عبادتنا له على مدار عام انتهى وبرمضان نحتفل بمقدم عام ايماني جديد، كيف هي أحوالنا مع أقرب الناس إلينا في بيوتنا وأعمالنا ومع جيراننا، نريد ان نستحضر معاني الحب الحقيقي والسلام والتعايش مع الآخرين الذين يختلفون معنا في كل شيء في ألواننا وعاداتنا وتقاليدنا ومذهبنا وحتى في ديننا.
دييننا دين المحبة والتآخي يريد لنا أن نعيش بحب بعيدًا عن الكراهية والحقد والقلوب السوداء التي تجمل الضغينة وتصنيف البشر حسب الأهواء.
أكتب مقالي هذا بعد متابعتي لحلقة سيلفي بعنوان (على مذهبي) ومن هذا المنبر اقول لصناع العمل لقد أصبتم الهدف الحقيقي وعالجتم الأمر بحكمة بعيدًا عن التشنج الطائفي المقيت. من تكتب هذه الكلمات عاشت في المدينة وبجوار الشيعة وخالطتهم وعملت وتدربت في مدارس جل طالباتها من الطائفة الشيعية وفي القطيف في محافظة صفوى كانت لي ذكريات أخرى من التعايش الإنساني الراقي وطالبات ومعلمات تلك المدرسة كلهن شيعة ولم أعاني من تفرقة أو تعامل غير سوي بل كنا اخوات يجمعنا دين واحد وإن اختلفت مذاهبنا ومازلت أذكر لحظات الوداع كيف كانت صعبة عليّ وعليهن ومازلت احتفظ لهن في ذاكرتي بكثير من المواقف الإنسانية الراقية.
العبارة التي ختم بها الممثلان حوارهما ان الله لا يرضى لنا أن نكره بعضنا البعض نحن إخوة وان فرقتنا أفكار توارثناها عبر الأجيال.
دعوة للمحبة وللتسامح والتعايش في هذا الشهر الكريم من أجل وحدتنا وأمننا وتكاتفنا في مواجهة الفكر المتطرف الذي لا يصب في مصلحة أحد لنكن أكثر وعيًا وتحضرًا ونعتصم بحبل الله وحده حتى نلقاه وهو راض عنا وكل عام ووطننا وقيادتنا وأهلنا في كل بقعة من الأرض الطاهرة بخير وسعادة وحب وسلام.