Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بأيدينا نكدر أعيادنا

أيام معدودات تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، الذي يجيء وقد أتمَّ المسلمون صيام شهرهم وفرحوا بيوم فطرهم، داعِين اللهَ أن يتقبل منهم الصيامَ والقيام وسائر الطاعات.

A A
أيام معدودات تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، الذي يجيء وقد أتمَّ المسلمون صيام شهرهم وفرحوا بيوم فطرهم، داعِين اللهَ أن يتقبل منهم الصيامَ والقيام وسائر الطاعات. غير أن ما يكدِّر تلك الفرحة، ويغدو مصدرًا للألم، ويقلب الفرح حزنًا، والسعادة شقاءً، هو ما نسعى نحن بأيدينا إلى جلبه وتوفيره ظنًّا منا أننا بهذا نكمل امتداد خط السعادة حتى يطال أولادَنا (بنين وبنات). مشكلة بعض الآباء والأمهات أنهم يقعون تحت عاملَي ضغط رهيبَين: العامل الأول- داخلي، وينبع من ذات الأب أو الأم، ويأتي هذا العامل تحت إلحاح (مسايرة الموضة) حتى لا يوصَم بأنه (متخلف، رجعي..إلخ). العامل الآخر- خارجي، ويأتي من الأولاد، أو من أحد الوالدَين على الآخَر وخاصة من الأم على الأب الذي لا يملك أمام توسلاتها وشفاعتها إلا الرضوخ. خلاصة الضغطَين تتمثل في توفير كَمٍّ من (الألعاب النارية) التي تخرج من مخازنها فجأة قُبيل يومَي العيدَين (الفطر والأضحى) بعد أن يكون قد طالها البياتُ الشتويُّ طوال العام. لعل من حكمة الخالق سبحانه أن جعل العقل ينمو وتتفتح مداركه بالتوازي مع العُمر، وهذا يعني أنه لا مقارنة إطلاقًا بين إدراك الأولاد لعواقب هذه الألعاب النارية وإدراك الوالدين، ولذا تقع مسؤولية منع الأولاد من اقتناء هذه الألعاب على (الوالدين) بالدرجة الأولى، ثم (الجهات الرقابية) التي يعتريها الفتور خلال الأيام القليلة التي تسبق العيدين، بل إنها تمر مرور الكرام بشكل يومي على أكوام هائلة تراها (مطروحة على بسطات الباعة) بشكل سافر وكأن الأمر لا يعنيها. ولذا لا تسأل عن الليلة التي تسبق العيد والليالي التي تليها حينما تتحول سَمَوات مدننا بل وقرانا إلى شُهُب ثاقبة، وصواريخ عابرة، وقنابل مشعة، ويتحول الفضاء إلى دويٍّ مرعب، وتختلط أصوات المفرقعات حتى تخال أنك في ساحة حرب حقيقية، ولذا تلزم بيتَك مردِّدًا (اللهم سلم سلم). لعل مما جرَّأ وحفَّز الأولاد على اقتناء هذه الألعاب هو ما تقوم به بعض أمانات المدن والبلديات والجهات حينما تقيم احتفالاً بمناسبة العيد وتعجز عن تقديم ما يفيد الجمهور ويدخل عليهم الفرح والسرور فتعمد لتوظيف وقت المناسبة في مثل هذه الألعاب الخطرة والمزعجة للمرضى وكبار السن والنائمِين. يكفي أن نعلم -بحسب (المدينة-21/8/2012م)- أنَّ هناك دراسة أجراها الدكتور سامي العضيب استشاري العيون بمستشفى الملك خالد للعيون أشار فيها إلى «استقبال المستشفى (78) طفلًا مصابًا بالألعاب النارية خلال السنوات الأربع الماضية، تتراوح أعمارهم بين (7 و11) عامًا، تمت إزالة العين لـ(8%) منهم كما أصيب (20%) منهم بالعمى الكامل». أختم هذا المسلسل المرعب برابط القصة الحقيقية الموثَّقة التي جسَّدها باحترافية فريق (وهج الإبداع) وحصلت تفاصيلها المؤلمة للطفل البريء (مشعل السهيمي) ففيها عبرة لأُولي الألباب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store