Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كرة القدم والرؤوس!

يسجِّل التاريخ أنَّ لعبة كرة القدم من أقدم رياضات التنافس بين الأمم على مرِّ العصور، وينجذب إليها معظم المشاهدين من شتَّى الأعمار والثقافات؛ فهي الأكثر شعبيَّة حول العالم.

A A

يسجِّل التاريخ أنَّ لعبة كرة القدم من أقدم رياضات التنافس بين الأمم على مرِّ العصور، وينجذب إليها معظم المشاهدين من شتَّى الأعمار والثقافات؛ فهي الأكثر شعبيَّة حول العالم.
يعود تاريخ مولدها إلى ما قبل الميلاد، حيث اكتشف الباحثون وجود كرات مصنوعة من الكتَّان، وبعضها صنع من جلود الحيوانات في مقابر المصريِّين القدامى (الفراعنة)، أمَّا في أُوروبَّا فمنذ العصور الوسطى، حيث أطلق عليها لعبة كرة القدم وكان يلعبها القرويُّون آنذاك.
وبناءً على الرسومات التاريخيَّة، فإِنَّ المصريِّين لعبوا الكرة في ذلك الزمن، كما ذكر علماء التاريخ أنَّ اللعبة وُجدت في الحضارة الصينيَّة أيضًا، وظهرت في اليابان باسم (كيماري)، لكن الإنجليز يصرُّونَ أنَّهم مَن أوجد لعبة كرة القدم التي نشاهدها اليوم.
في عام 1855 صُنِعت أوَّل كرة قدم من الجلدِ والمطاط، ولم يكن في البداية مواصفات محدَّدة لها، إلَّا أنَّ الاتِّحاد الإنجليزي لكرة القدم وضع عام 1872 مواصفات للكرة؛ بأن تكون كرويَّة الشكل، يتراوح محيطها بين 27 إلى 28 إنشًا، هذه المواصفات ما تزال معتمَدةً اليوم.
في البداية كانت اللعبة تمارس بدون قواعد، وكان عدد اللاعبين غير محدَّد، وأحيانًا يتنافس أهل القرى معًا في الشوارع أو الحقول، وفي أيِّ مكان يقرِّره المتنافسون. كان كلُّ شيءٍ مسموحًا للوصول إلى الهدف باستثناء القتل، وبقيت كرة القدم على هذا الحال إلى أن تمَّ وضع القواعد عام 1963 وأَنشىء أوَّل اتِّحاد كروي.
يبدو أنَّ اللعب بالكرة عاد مجدَّدًا بين الكبار، المتحكِّمين بمصير الشعوب؛ لكن بشكل فوضوي، يشارك في المباراة العديد من الأشرار، فالقتل في سبيل الغاية قد أصبح مشروعًا للأقوياء على حساب الضعفاء! والكرة التي كانت مصنوعة بدايةً من قماش الكتَّان أو جلود الحيوانات، انتهت بشكلها الذي نراه اليوم في الملاعب المشروعة، وقد تحوَّلت إلى رؤوس بشريَّة تتقاذفها أرجل المرتزقة من محترفي التفجير وجزِّ الرؤوس، يُنفِّذون ما تأمرهم به جماعات فقدت حسَّها الإنساني وكلَّ قيم الاخلاق.
شاهدنا هذه المباريات القذرة في الحرب الفيتناميَّة التى أوقدتها الولايات المتحدة في الشرق الأقصى، وفي فلسطين حيث هجَّر الصهاينة اَهلها العرب بعد مذابح مروِّعة دفعت بمن بقي على قيد الحياة من الفلسطينيِّين إلى مغادرة بيوتهم ليعيشوا التشتُّت في مشارق الأرض ومغاربها، ثمَّ في العراق وقد مزَّق الاحتلال الأمريكي سدى نسيجها الوطني ولحمته، وسلَّمها لقمة سائغة للصفويِّين، واليوم في سورية التي تتقاذف كرتها المضرَّجة بالدماء أرجل مرتزقة من أنحاء المعمورة برضا ممَّن تفرَّد بحكمها، مستعينًا في بطشه بالجيش الروسي وطيرانه، وقد حقَّق حلمه بمنحه قواعد عسكريَّة شرق البحر الأبيض المتوسِّط التي كانت حلم من سبق بوتين من القياصرة.
تُرى هل من فرصة للعقل والحكمة أن تُعيد لعبة الكرة إلى قواعدها الرياضيَّة الشريفة، فتوقف الحرب الدامية في سورية، وكذا في العراق والصومال واليمن ودول إفريقيَّة وآسيويَّة ولاتينيَّة أمريكيَّة! توقد نيرانها الدولتان العظميانِ وصنيعتيهما إسرائيل، والصفويُونَ الذين يُقدِّمون خدماتهم للروس وللأمريكيين وحتَّى للصهاينة لتشويه العقيدةِ الإسلامية السمحاء وتفتيت كيانات الدول العربيَّة؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store