قبل أم بعد!

«لم يكن الناس ليعرفوا العدل لو لم يكن هناك ظلم».
استرعى انتباهي وربما انتباه آخرين من متابعي الصحف المحلية خبرًا نشرته احدى صحفنا في الأسبوع الفارط عن رفض أحد المشافي الخاصة تسليم جثمان متوفاة لمواراتها الثرى، والشروع في تقبّل العزاء ما لم يبادر ذووها في تسديد مبلغ مليون ريال، هي تكاليف العلاج والاقامة!! وذلك يعني أن الجثمان سيظل مرهونًا حتى يتدبر الناس أمرهم، وكأن مصيبة الموت التي حلّت بهم لم تكفهم لتحل بهم قارعة أخرى، وكالعادة سينقسم الناس في الرأي إلى فسطاطين أحدهما يرى أن من حق المشفى الاقدام على هكذا خطوة ليستوفي حقوقه!! أما الفسطاس الآخر فقد يرى أن هكذا تصرف ينطوي على قسوة ولا إنسانية، وينبغي على وزارة الصحة التدخل العاجل في وضع حدّ لهذا الأمر المؤسف الذي يتكرر ما بين فينة وأخرى ويعرّض المواطنين للمهانة والاذلال في الترجي والاستجداء، فلو أن التأمين الصحي فُعّل وطبِّق على المواطنين لما سمعنا أو قرأنا عن هذه القضايا المحزنة وتداعياتها المخزية.
ما سبق ما هو الا توطئة للحديث عن «اللجنة الصحية» في مجلس الشورى الموقر فبحسب ما نشرته صحيفة الحياة في عددها 19573 الصادر يوم السبت 1438/2/5هـ أن اللجنة الصحية في مجلس الشورى رفضت توصية الاسراع في تطبيق التأمين الصحي على المواطنين ومما يؤسف له أنها لم تذكر أسباب الرفض وفي ذات السياق هاجم عضو في مجلس الشورى وزارة الصحة لتأخرها في وضع الاستراتيجية المتعلقة بالتأمين الصحي مستغربًا مرور زهاء 12 سنة من عمل الوزارة على هذا الملف لكن من دون أن يبصر النور معربًا عن مخاوفه من أن تئد «اللجنة الصحية» بمجلس الشورى تطبيق التأمين الصحي للمواطنين، بحجة خصخصة الخدمات الطبية أولا!! فيما يرى عضو مجلس الشورى الدكتور فهد بن جمعة أن على وزارة الصحة تنفيذ التأمين الصحي قبل الشروع في خصخصة الخدمات الصحية.
نتمنى على وزارة الصحة أن تبادر في معالجة المشكلات الجسيمة التي يعاني منها هذا القطاع بدءًا من عدم توافر الأسرّة وتباعد المواعيد وليس انتهاءً بتردّي أوضاع مراكز الصحة الأولية وتواضع خدماتها..
* ضوء: (قد يفشل المرء كثيرًا في عمله، ولكن لا يجب اعتباره فاشلا إلا إذا بدأ يلقي اللوم على غيره).
* اشارة: تشير الاستطلاعات الحرّة وتلك التي أجرتها قنوات التلفزيون الأمريكية الرئيسة بأن هيلاري كلينتون ستفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يوم غد الثلاثاء.