Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من يتحكم في من ؟

في ظل المتغيرات المتسارعة بصورة لافتة التي أصبحنا نعيشها في كافة المناحي الحياتية الاجتماعية منها والاقتصادية والشرعية ،وفي ظل ضمور الأنظمة الضابطة لتلك المتغيرات نقف أحياناً مشدوهين حائرين عاجزين أما

A A
في ظل المتغيرات المتسارعة بصورة لافتة التي أصبحنا نعيشها في كافة المناحي الحياتية الاجتماعية منها والاقتصادية والشرعية ،وفي ظل ضمور الأنظمة الضابطة لتلك المتغيرات نقف أحياناً مشدوهين حائرين عاجزين أمام تلك المتغيرات عن فهمها وكيفية التعامل معها بصورة إيجابية، وهذا بالتأكيد يجعلنا نعجز عن مواجهتها واستيعاب مضامينها وفهم الأسباب التي أدت الى بروزها وتناميها.
ولعل هذا الحال يدفع بالكثير منا الى ممارسة الفعل الخاطئ دون قصد بل نتيجة لضبابية الفعل نفسه ،فعلى سبيل المثال لا الحصر في الجانب الشرعي أصبح هنالك ضبابية في معرفة الحلال من الحرام في ظل تعدد الاجتهادات والفتاوى التي يتم تداولها من بعض المشايخ والمستشيخين بالرغم من بينونة هذا الأمر تحديداً في شريعتنا الغراء التي حددت كل شئ من أمور الحلال والحرام وكافة أصول الدين التي يقوم عليها انطلاقاً من عالمية وشمولية هذا الدين العظيم لكل الأجناس واللغات والأطياف مما يستوجب تسهيل فهمه لكل متلقٍّ مهما كان الاختلاف في الجنس أو اللغة ،وهذا الأمر يتضح بجلاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( الحلال ما أحله الله في كتابه والحرام ما حرمه الله في كتابه ) لكن البعض وللأسف الشديد تألَّى على الله فحرَّم ما يريد وحلَّل ما يريد وتناسى تلك البينونة .والمؤسف جداً ومايؤكد ذلك الخطأ الجسيم أن الكثير من تلك المحرمات التي كانت محرمة قبل عدة سنوات قد أصبحت حلالاً هذا اليوم .
وفي الجانب الاجتماعي نجد أن بعض العادات والتقاليد المتوارثة من مئات السنين تستطيع أن تتغلب وتحكم الأنظمة والقوانين المؤسسية بل وتحكم بعض الجوانب الشرعية فتتغلب عليها في سطوتها فتصبح هي السائدة وغيرها المتغير.
وفي جانب آخر نجد أن الشريحة الأقل من العمالة الوافدة القادمة لكسب العيش لفترة محدودة ثم العودة الى بلادها صارت متحكمة بحركة الاقتصاد إما بتملك بعض المراكز التجارية سراً أو جهراً أو بتملك الكثير من المحلات الاستهلاكية كالمطاعم والملاهي والورش والمصانع والمحلات الغذائية والصحية ، فكيف يحدث ذلك ؟
وفي الجانب الاقتصادي نجد أن الأنظمة الاقتصادية تقل فاعليتها أمام سطوة حفنة من رجال الاقتصاد أو المتنفذين فنراهم يتحكمون بالحركة الاقتصادية دون مراعاة لأنظمة العرض والطلب ودون مراعاة لظروف الشريحة العظمى من الطبقة الكادحة المستفيدة من كافة المنتجات فكيف يكون ذلك؟
ولعل ما أوردته من أمثلة يسيرة لا يمثل إلا بعض الموجود من واقع الحال الذي نعيشه هذه الأيام مما يستوجب إعادة النظر فيه من قبل حكومتنا رعاها الله حتى يصبح المواطن في حالة من جلاء الواقع يستطيع من خلاله رؤية المستقبل وتحديد المسار . والله تعالى من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store