Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التجنيد الإلزامي: مزيد من الهيبة للدولة ومنافع للشباب

إن أقوى قوة بعد الله تعالى يمكن أن تركن إليها أي دولة في العالم خصوصاً في أوقات الأزمات هي طاقاتها البشرية الشابة الواعية والمدربة والملتزمة بالمصالح العليا للدولة ، والتي لا تتردد وقت الحاجة في بذل

A A
إن أقوى قوة بعد الله تعالى يمكن أن تركن إليها أي دولة في العالم خصوصاً في أوقات الأزمات هي طاقاتها البشرية الشابة الواعية والمدربة والملتزمة بالمصالح العليا للدولة ، والتي لا تتردد وقت الحاجة في بذل حياتها للدفاع عن دينها ووطنها وتجود بأرواحها في سبيل الله رجاء ما عنده من أجر عظيم.
أحد أهم الصور العصرية لهذا العطاء يكون من خلال التطوع أو الإلزام بالتجنيد العسكري بعد الحصول على دورات توعوية وتثقيفية وتدريبية، وهو الآن أكثر أهمية لمواجهة التحديات المستجدة على الساحة العسكرية للمنطقة ككل وللمملكة بشكل خاص.
فكرة التجنيد الإجباري التي أفتى بها سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة ، قوبلت بالترحاب من قبل السواد الأعظم من المواطنين الذين ديدنهم التأكيد على ما فيه المنافع الكبرى للبلاد وللشباب أنفسهم من تعلم أصول استخدام السلاح وأنواعه ومبادئ الصيانة للأسلحة الخفيفة ، كما فيه التدرب على أساليب ومبادئ القتال بالأسلحة الخفيفة وتأقلم أجسام الشباب على القوة والخشونة والجَلَد.
نماذج التجنيد الإلزامي في العالم كثيرة ومتنوعة وغالبيتها تبدأ بعد الانتهاء من الدراسة لمدة تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات. وتلجأ إليها حتى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة لا سيما في أوقات الحروب الطاحنة كحرب فيتنام التي هزمت فيها أمريكا وقتل من جنودها ما يزيد عن خمسين ألف جندي ، ولها اشتراطات وضوابط كثيرة ، من بينها اللياقة البدنية والقدرة النسبية على تحمل المشاق والاهتمام بمعالي الأمور ، ومن المعلوم أن الشباب يقدمون على الوظائف العسكرية التي يعلن عنها بعشرات أضعاف الوظائف المتاحة.
للتجنيد الإلزامي في دول العالم كله عدد من الشروط والعوامل التي تؤدي إلى تحقيق النجاح منها على سبيل المثال لا لحصر تجنب داء المحسوبية فتشترى بالأموال والوساطات ( كما في تجربة العديد من الدول العربية ) الإعفاءات لأبناء الأعيان والأثرياء، ومنها الحرص على عدم إفقاد الشاب لوظيفته التي كان يقوم بها في زمن شحت فيه الوظائف بشكل يعلمه الجميع فيجتهد الشاب في دراسته الجامعية ثم يحاول لسنة أو اثنيتن ليحصل على وظيفة تتوافق مع دراسته ثم قد يضطر إلى تركها استجابة لنداء الوطن و بعد الانتهاء من التجنيد يجد أن وظيفته قد طارت إلى غير رجعة. ومنها إيضاح الموقف الشرعي الثابت من أن ما يقوم به الشباب في التجنيد الإلزامي من أعمال أمنية هو ضرب من أنواع الجهاد في سبيل الله الذي دعا إليه الله و رسوله ، وأن ما يميزه عن الإرهاب هو بعده عن الاعتداءات على الناس أجمعين مسلمهم وكافرهم والامتناع عن سفك دماء الأبرياء ( غير المقاتلين ) من رجال ونساء وأطفال ، و من أهم النقاط في التمايز بين الإرهاب والجهاد هو أن الأخير يتم تحت راية ولي الأمر وذوداً عن حياض الوطن. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store