Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

توجس

* «انتظار الأشياء الجميلة يفوق متعة الحصول عليها».

A A
* «انتظار الأشياء الجميلة يفوق متعة الحصول عليها».
بحسب ما تواتر من أخبار نشرتها بعض الصحف قبل يومين، فحواها أنَّ اللجنة التي أوكلت لها مهمَّة إعادة دراسة «لائحة الوظائف» التعليميَّة والمطبَّقة منذ عام 1402هـ، وحتى الآن، قد فرغت من دراستها في مدَّة قياسيَّة حتَّى قبل انتهاء المدة المقررة لتلك الدراسة، ويترقَّب المعلِّمون والمعلِّمات بشغفٍ يشوبه قليل من القلق، ما قد تسفر عنه تلك الدراسة من توصيات رُفعت إلى مجلس الوزراء الموقر، والذي لا يساورنا أدنى شك في أنَّه سيعيد فيها البصر كرَّتين قبل إقرارها، وقد أشرنا في الأسبوع الفارط إلى أهمية المعلَّم/ المعلِّمة في نهضة الأمة، إذ على كاهلهم تتكئ مسؤوليَّة النهوض والارتقاء، وقد استشهدنا بسنغافورة، وكيف أنَّ «لي كوان يو» باني النهضة في تلك الدولة، جعل من مهنة التعليم المهنة الأرقى، إذ ما لبث التعليم أنْ أسهم بالقسط الأوفر في عمليَّة التحوُّل الكبرى إلى الاقتصاد المعرفي التي شهدتها سنغافورة، وهي تنعم الآن بثمار ذلك التحوُّل منذ منعرج القرن الحادي والعشرين، على الرغم من ندرة المقوِّمات، والموارد الأخرى.
منصات التواصل الاجتماعي ما انفكت تعجُّ بتسريبات وتكهنات يبدو أنَّها رشحت من مصادر غير معلومة حول اللائحة المعدَّلة أو المطوَّرة، أثارت وتثير التوجس الممزوج بالقلق لدى المعلِّمين، في برنامج «ياهلا» تحدَّث الدكتور خالد العمير «مطالبًا وزارة التعليم بالخروج عن صمتها لمواجهة وتفنيد الإشاعات التي تتداولها وتتناقلها منصات التواصل الاجتماعي، والتي منها خفض رواتب المعلِّمين، إلغاء بدل مهنة التدريس، وتمديد سن التقاعد». وقد قال الدكتور العمير: «يجب على وزارة التعليم أنْ تحسم هذا الجدل، وأنْ توضِّح للمعلِّم ما هو الموقف بالنسبة لتقاعده».
إنَّ كل ما يدور من لغط حول اللائحة التعليميَّة، وما قد ستؤول إليه الأمور -إنْ صحَّ شيءٌ مِن مَا سبق- تدفع بالمعلِّمين والمعلِّمات إلى المخرج السهل، التقاعد المبكِّر عملاً بمبدأ (انج سعد فقد هلك سعيد)!!
لقد استرعى انتباهي الكم الهائل من المتقاعدين الذي نُشر مؤخَّرًا، فالرقم المنشور لافت بمعنى الكلمة «16500» معلِّم ومعلِّمة يغادرون السلك التعليمي، وقبلئذٍ كان هناك رقم آخر، يربو على «13000» معلِّم ومعلِّمة.
إنَّ مغادرة هؤلاء بما يملكون من تجربة وخبرة متراكمة، سوف يؤثِّر -دون شك- على الميدان التربويّ وربما يقلل من كفاءة وفعاليَّة المنظومة التعليميَّة، إذ ينطوي على هدر للخبرة على نحو سريع.. ومريع.
* ضوء:
(المتفائلون يقولون: الظلام ضوء أسود).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store