Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نعم لحرية اللباس.. لا للتخفي

من المؤسف أن تكون هناك أحكام متضاربة في هذا الشأن يجعل من مسألة النقاب سجالاً لا يتماشى وتطور المجتمعات وهذا يذكرنا في الأحكام الخاصة بقيادة المرأة للسيارة في الوقت الذي يدرك الجميع أن الأصل في قيادة

A A
من المؤسف أن تكون هناك أحكام متضاربة في هذا الشأن يجعل من مسألة النقاب سجالاً لا يتماشى وتطور المجتمعات وهذا يذكرنا في الأحكام الخاصة بقيادة المرأة للسيارة في الوقت الذي يدرك الجميع أن الأصل في قيادة المرأة للسيارة أو خلافه هو الإباحة للرجل والمرأة ما لم يرد نص صريح بالتحريم ،إلا أن المجتمعات تشغل نفسها بما لا طائل من ورائه وأعداء الإسلام سعداء جداً بما يحدث لأن هذا الإنشغال والخلاف والاختلاف وتبادل التهم وغير ذلك من سلبيات يمهد الطريق لغزو البلاد الإسلامية، وبعضهم يتربص ويتابع فإذا أدركوا أن هذا الموضوع أو ذلك في طور المعالجة رموا بالحطب لإشعال النار فيه حتى لا تكون لهذه المجتمعات قائمة وهم لا يلامون ونحن من سمح لهم بذلك.
عوداً على بدء فإن ما يحدث في مجتمعنا في هذا الشأن مدعاة للأسف وعدد القضايا الأمنية التي ارتكبت بسبب التخفي في اللباس تعرفها السلطات المختصة، بعضها يمس الأمن الوطني وبعضها يمس الأمن الاجتماعي كما يحدث في المطارات أو في المحاكم والدوائر الحكومية بسبب التخفي تحت ستار الحشمة. في مصر الشقيقة، فإن قضية النقاب يتم تسييسها بشكل لافت وتظل معلقة بدون حسم واضح حتى يستمر التسييس باستثناء الانتخابات البرلمانية حيث أصدرت اللجنة لها بضرورة كشف المرأة المنقبة عن وجهها عند الإدلاء بصوتها وكان هناك قرار لرئيس جامعة القاهرة يمنع الأستاذات المنقبات من التواصل مع الطلبة داخل قاعات المحاضرات وهن يرتدين النقاب، وقد قوبل هذا القرار بالإدانة ووصفوه بالمعيب دستورياً ومشوب بالتمييز والعنصرية وغير ذلك، بينما وزارة التربية التونسية لا تسمح بوجود منقبات داخل المؤسسة التعليمية ،وكان مفتي تونس قد حسم مبكراً هذا الأمر فأصدر فتوى تنفي أي صفة شرعية للنقاب، وأن من حق الدولة تقييده إذا تعلق الأمر بمصلحة البلاد والمجتمع في الوقت الذي اعتقلت السلطات الأمنية التونسية العشرات من (الجهاديين) وهم متخفون بالنقاب. بلادنا وهي تعيش مرحلة دقيقة من حياتها تستوجب من الجميع تفهمها والحرص على المصالح العليا وجلب التيسير. ومع أن المرء له حريته في طريقة لباسه إلا أن التخفي ضرر وغش ينبغي إزالته حفاظاً على الأمن العام للبلاد والعباد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store