Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأمم المتحدة : نحو منظمة عالمية إسلامية بديلة

ألم يأن الأوان لتسقط بعد من عقول وضمائر وثقافة شعوب ونخب وبعض قيادات العالم العربي الإسلامي أماني وأوهام الإنصاف لقضايانا العربية والإسلامية ممن ُتسمى بمنظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الكذوب الغشوم ا

A A
ألم يأن الأوان لتسقط بعد من عقول وضمائر وثقافة شعوب ونخب وبعض قيادات العالم العربي الإسلامي أماني وأوهام الإنصاف لقضايانا العربية والإسلامية ممن ُتسمى بمنظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الكذوب الغشوم الذي ظل ومنذ تأسيسه عقب الحرب العالمية الثانية آلية من آليات فرض الحلول الجائرة على الدول الضعيفة لصالح القوى العالمية الكبرى والأعضاء الدائمين في المجلس ذات صلاحية النقض الفيتو ( أمريكا ، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا والصين ) ، فملأ المجلس الأرض ظلماً و جوراً وازدواجية في تطبيق ما يسمى بالقانون الدولي المؤسس على مفهوم سيادة الدول على أراضيها وحدودها البحرية الإقليمية وأجوائها للحفاظ كما يزعمون على الأمن والسلم العالمي ، وفرّغت قرارات المجلس المنحازة دوماً من القيم الإنسانية من معانيها ومدلولاتها : كمثل حقوق الإنسان والعدالة الحقيقية ،فلا حقوق للإنسان ما لم يكن من عرقية معينة وجغرافية محددة ، ولا إقامة لمبدأ سيادة الدول على حماها وسماها إلا إذا كانت تدور في فلك الدول الكبرى.
فأين هي مثلاً حلول الأمم المتحدة لقضية فلسطين منذ 1948 م ولماذا يساند مجلس الأمن إسرائيل المعتدية على فلسطين ولماذا يُحرم الفلسطينيون من حق العودة ومن العيش الكريم بل أين هي الأمم المتحدة من قيام إسرائيل بحبس أهل غزة على مدى العشر سنوات الفائتة في خِلّة من الأرض صغيرة مانعة عنهم الغذاء والدواء ومواد البناء ، وأين حق تقرير المصير لكشمير المسلمة أيضاً من أربعينيات القرن الماضي والتي كادت أن تستجر العالم لحرب نووية أكثر من مرة ، بينما أجبر مجلس الأمن فرض انفصال إقليم تيمور الشرقية ( المسيحية ) من إندونيسيا المسلمة برعاية من الأمم المتحدة ودعم عسكري غربي في 2002 م خصوصاً أستراليا. البعض في عالمنا العربي الإسلامي يرى في التعاون مع مجلس الأمن ما رأى الشاعر :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى..عدواً له ما من صداقته بدُّ
إن في ما يفعله الروس من عقاب جماعي لأهالي حلب الإباء من مجازر يومية ومن حصار مطبق لشهور والتظاهر بحرب الإرهاب هو من مشاهد تحويل حلب إلى الأرض المحروقة وفيه أدلة على الاستهتار بالمنظمة وبالعالم أجمع.
لقد عقد المجلس اجتماعاً طارئاً الأربعاء الماضي بطلب من فرنسا لمناقشة الوضع المأساوي بحلب لأن صورة المجلس أصبحت تفصح عن إما تواطؤ ضد العرب والمسلمين أو فقدان القدرة على القيام بواجبه الأساسي في حفظ الأمن العالمي ،فقد تحولت حلب إلى مقبرة كبرى تحت سمع و بصر ما يسمى بالمجتمع الدولي في ظل تبادل الأدوار بين الدول الدائمة العضوية بالمجلس. فروسيا التي أتت من أقصى الشرق بذرائع محاربة الإرهاب في سوريا تحولت إلى أكبر معتدٍ بكل المقاييس بالتآمر مع النظام الطائفي بسوريا ومن ورائه الإرهاب الإيراني تحت ذرائع التخلص من داعش.
يمكن أن تقوم منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك باسم جميع الدول الأعضاء بالمنظمة بوصف ما يجري في سوريا بمسماه الحقيقي الإرهاب الغربي ، وبالتهديد بالانسحاب الجماعي من الأمم المتحدة وتشكيل منظمة عالمية بديلة إسلامية في نواتها تستوعب جميع الدول التي تتبنى المُثل الربانية من العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ، و إلا فإن الاصطدام العالمي بين الشرق والغرب ما هو إلا قاب قوسين أو أدنى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store