Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سماسرة البحوث ينتشرون في مكتبات الجامعة.. وطلاب يشكون من الأسعار الفلكية

No Image

انتشرت في مكتبات حي الجامعة بجدة ظاهرة بيع البحوث لطلاب الماجستير والدكتوراة - في سابقة تعد الأخطر علميًا وقال متابعون لـ»المدينة»: إن أرقام البيع قفزت الى سقف مغالٍ فيه حيث يتم قياس السعر وفقا لعدد ا

A A
انتشرت في مكتبات حي الجامعة بجدة ظاهرة بيع البحوث لطلاب الماجستير والدكتوراة - في سابقة تعد الأخطر علميًا وقال متابعون لـ»المدينة»: إن أرقام البيع قفزت الى سقف مغالٍ فيه حيث يتم قياس السعر وفقا لعدد الأوراق ليصل سعر البحث المطول لطلبة البكالوريوس والماجستير 900 ريال بينما تصل الابحاث القصيرة الى 250 ريالًا وكانت عدد من المكتبات قد لجأت الى ما تعارف على وصفه بـ « بالسماسرة المتخصصين في كتابة البحوث العلمية لترويج حركة البيع كما غالت فى نهجها الى حد تدوين لافتات كُتب عليها «يوجد لدينا بحوث جامعية»، ولم تقتصر تلك المكتبات على هذه العبارة، بل تمَّ تخصيص حسابات لها عبر وسائل التواصل، حيث يشرف على هذه المواقع أشخاص مفرغون لاستقبال الطلبات، ومن ثمَّ تحويلها للمختصين في إعداد تلك البحوث.
«المدينة» تجولت في حي الجامعة حيث يكثر عدد المكتبات التي تقوم بإعداد البحوث، والتقت العديد من العاملين بها، للتعرف على كيفية عمل هذا السوق.

أقسام خاصة
يقول محمد أسعد - بائع في مركز خدمات طلابية- عن وجود أقسام خاصة داخل المكتبات تعمل على إعداد وكتابة البحوث للطلاب والطالبات في الجامعات مقابل مبلغ مالي يصل إلى (250) ريالًا للبحوث القصيرة و(900) ريال للبحوث الطويلة، حيث يتم التخفيض للطالب الذي يعمل البحوث بشكل مستمر، موضحاً أنَّه يتم خلال الأسبوع الواحد العمل على إعداد ما بين (10 إلى 15) بحثاً بصيغ وموضوعات مختلفة، وعادةً ما يزداد الطلب على هذه البحوث في أواخر العام الدراسي، حيث يصل العدد إلى (50) بحثاً تقريباً.

الاهتمام بالشكل
خالد سيف -موظف بمركز خدمات طلابية قال: إنَّه يصعب عليهم أحياناً عمل بعض البحوث، مُوضحاً أنَّهم يسعون إلى إظهار الشكل العام للبحث، من حيث التنسيق والشكل والطباعة، مُضيفاً: عندما يكون البحث جاهزاً، نجد أنَّ الطالب يعود مرة أخرى لإعداد بحث غيره، رغم أنَّ البحث الذي عملنا عليه لم ننفذه بالشكل المطلوب، وأحياناً نأخذه من مواقع بحوث عالمية ونترجمه ونغيّر بعض المصطلحات والعبارات والتنسيق، ومع ذلك نجده يلقى قبولاً لدى أستاذ الجامعة والطالب معاً، مُبيّناً أنَّ ذلك يدل على عدم قراءة البحث والاطلاع عليه والتحري عنه من قبل الطالب أو أستاذه.

بين الطالب والأستاذ
قال ثامر العدواني -طالب جامعي-: إنَّه تمَّ تكليفه بعمل بحث في إحدى المواد التي يدرسها، حيث رأى أنَّ المكتبات أفضل مكان لإعداد هذا البحث، مُضيفاً: إنَّ الشخص المسؤول عن إعداد البحوث بالمكتبة طلب منه عنوان البحث وعدد الصفحات المطلوبة، ومن ثمَّ العودة إلى المكتبة بعد أربعة أيام لاستلامه. وأشار خالد سعدي -طالب جامعي- إلى أنَّها ليست المرة الأولى التي يطلب منه أستاذه بالجامعة إعداد بحث علمي، مُضيفاً: إنَّه يلجأ في هذه الحالة إلى أحد مراكز خدمات الطلاب لأخذ البحوث منها بأسعار معقولة، إلاَّ أنَّه ليس كل أستاذ جامعي يقبل أيّ بحث، إذ إنَّ هنالك من يطلب أن يكون البحث بطريقة معينة محددة سلفاً، وخلال ذلك يطلب الأستاذ منه مراجعته وعرض الكتب التي تمَّ الاستعانة بها عند إعداد البحث، موضحاً أنَّ هذا الأمر نادر الحدوث لديهم في الجامعة، وأضاف: إنَّ لجوءه إلى مركز الخدمات الطلابية لإعداد البحث يعود إلى عدم وجود وقت كافٍ لديه، خاصةً أنَّه يُطلب منه إعداده من أربعة إلى خمسة بحوث في الفصل الدراسي الواحد، وبالتالي فإنَّه من الصعب الإحاطة بذلك كلّه، في ظل وجود ارتباطات أخرى لديه.

د. قمصاني:
ومن جانبه أوضح د. نبيل قمصاني، عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز أنَّ القضاء على ظاهرة بيع البحوث ممكنة إذا تمَّ الاهتمام بتعزيز الوازع الديني لدى الطلاب والطالبات، إلى جانب وجود جهات رقابية على المكتبات، واستفادة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات من المواقع التي تقيس كيفية الاستنساخ، وتقسيم البحث إلى أجزاء من قبل عضو هيئة التدريس، مع تقييم كل جزء، مُضيفا: إنَّ هذا سيكشف مصداقية الطالب والطالبة، داعيا إلى أن يكون لكل بحث عرض تقديمي «بوربوينت» من إعداد الطالب أو الطالبة، وأضاف: إنَّه لابُدَّ أيضاً من مناقشة الطالب أو الطالبة شفهياً، إذ سيقلل ذلك من عدم اقتباس البحث، مُشدّدا على ضرورة عدم منح الطالب أو الطالبة أيّ درجة على جزء الأدبيات، وذلك عند إثبات عملية الاقتباس أو النسخ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store