جنون إسرائيل

* قرار مجلس الأمن (2334) الخاص بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م، أصاب إسرائيل وساستها بالجنون، فانفلت عقالهم وخبطوا في كل اتجاه، فرئيس الوزراء نتنياهو يهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،ويتهم إدارته «بالتآمر مع الفلسطينيين ضد إسرائيل» ويأمر في الوقت نفسه بإيقاف زيارات مسؤولين من دول صوتت مع القرار كأوكرانيا وبريطانيا ،كما يأمر باستدعاء (10) سفراء دول أخرى إلى وزارة خارجيته ،ويتبجح بأنه لن يساهم في دعم منظمات تابعة للأمم المتحدة رغم أنها مساعدات ضعيفة وبسيطة.
وكما هي عادة إسرائيل فقد صعدت حكومتها إجراءات الاستيطان..فهذا نائب رئيس بلدية القدس مائير ترغمان يقول بالنص: «لا تعنيني الأمم المتحدة أو أي أمر آخر يحاول أن يملي علينا ما نفعله في القدس وأن اتجاهنا في بلدية القدس بناء (5600) وحدة استيطانية إضافية».
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً تؤكد فيه «أن إسرائيل ستقوم بتقليص علاقاتها مع الدول التي صوتت لصالح القرار بحيث يشمل تقليص الزيارات والعمل مع السفارات وامتناع المسؤولين الإسرائيليين عن زيارة تلك الدول»، وكل ذلك بناء على أوامر من نتنياهو نفسه. بل إن نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي صرحت للإذاعة الإسرائيلية بقولها: «لا يمكن لنا السماح لهذه الدول أن تأتي إلى إسرائيل لتتعلم المزيد عن مكافحة الإرهاب وصد الهجمات الإلكترونية والتقنيات الزراعية ثم تقوم بما ترغب به الأمم المتحدة».
ولكي ترمي إسرائيل بالذنب على الآخرين قام مندوبها في الأمم المتحدة رون ديرمر باتهام إدارة أوباما بمساندة الفلسطينيين في شن حرب دبلوماسية عليهم لأنهم أي الفلسطينيين لا يريدون التفاوض من أجل السلام أكثر من رغبتهم في لوم إسرائيل على غياب السلام.
المؤكد أن صدور القرار أبان للعالم أن إسرائيل دولة خارجة عن القانون وأنها تتصرف بصبيانية أكثر منها دبلوماسية لاعتقاد سياسييها أنهم الابن المدلل للقوى الكبرى منذ أن زُرعت في الأرض العربية بظلم وعدوان.