Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف نكون قدوة ؟

وأنا أتصفح برامج وآليات مشروع ( كيف نكون قدوة ) الذي وضع قاعدته وأسس منطلقاته أمير الإبداع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وفقه الله ورعاه والذي أراه من خلال هذا

A A
وأنا أتصفح برامج وآليات مشروع ( كيف نكون قدوة ) الذي وضع قاعدته وأسس منطلقاته أمير الإبداع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وفقه الله ورعاه والذي أراه من خلال هذا المشروع قد وضع قاعدة هامة ومؤثرة جداً لمحاربة الفساد الإداري والمالي الذي استشرى في مسارب مجتمعنا ونخر أعماق تنميتنا والذي أتمنى وآمل ألا يقتصر هذا المشروع على منطقة مكة المكرمة بل يصبح مشروعاً وطنياً تشرف عليه القيادة العليا رعاهم الله وسدد خطاهم ليكون أداة فاعلة لمحاربة هذا الداء العضال الذي استفحل وتنامى .
ولعل السر في أهمية هذا المشروع والنجاح المتوقع أن يحققه كون فكرته تنطلق من تعاليم إلهية تتمثل في اصطفاء الرسل وإرسالهم الى أمم الأرض ليكونوا لهم قدوة يقتدى بهم في سلوكياتهم ومعاملاتهم التي تضمنتها التوجيهات الالهية وكلفوا بإيصالها إما بالقول أو الفعل أو التقرير الى العباد ،أولئك الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فيهم تتمثل تلك القدوة الأسمى كونهم معصومين من الخطأ ومن خلال الالتزام بما جاءوا به من تعليمات يستوجب أن يتمثل بها أفراد المجتمعات قادة وأفراداً ،وبما أن تلك التعليمات تتضمن المبادئ والقيم الفاضلة التي تتنافى تماماً مع كل السلوكيات الفسادية الإدارية والمالية والأخلاقية .
ولعلي هنا أطرح موضوع القدوة كمفهوم ومضامين وأثر فأقول :
إن القدوة في مفهومها لها وجهان : أحدهما القدوة الحسنة والأخرى القدوة السيئة حيث تتمثل القدوة الحسنة في سلوك الأنبياء والرسل وكل من يلتزم بتعليماتهم وتوجيهاتهم فهي في الأصل توجيهات ربانية وهذا المستوجب أن يكون عليه كل من يقع تحت حمايته أو قيادته مجتمع مكتمل كقادة الدول أو مؤسسة محدودة كالوزراء ومن دونهم من القيادات أو مجموعة من الأفراد كالمعلم أو رب الأسرة .
أما القدوة السيئة فهي تتمثل في سلوك الشيطان وكل من يلتزم بهمزاته ولمزاته وإغراءاته وهؤلاء هم المفسدون بكل مستوياتهم وفئاتهم وهم من يستوجب أن يحاربوا وتسن لمحاربتهم الأنظمة والقوانين التي لا تُخترق ولا تُغلف ولا تُبتذل .
وبما أننا قد دلفنا حديثاً الى رؤيتنا الطموحة 2030 فكم أتمنى أن يكون مشروع ( كيف نكون قدوة ) أحد مرتكزاتها الأساسية فكم نحن بحاجة اليه لإنجاح تلك الرؤية التي نتطلع لجني ثمارها قريباً بإذن الله تعالى وكم أتمنى أن تكون محل التفعيل الإعلامي المكثف بكل مرتكزاتها ومنطلقاتها وبرامجها وآلياتها والتفعيل المنبري الرزين في منابر مساجدنا وخاصة إذا علمنا أن الممارسات الفسادية كانت ولاتزال أحد أسباب فشل بعض مشاريعنا التنموية وسبب تراخي الكثير من الدور الذي يستوجب أن تكون عليه الكثير من مؤسساتنا بالإضافة الى بروز الكثير من قضايانا التنموية كالبطالة وضمور التنفيذ للكثير من المشاريع الحكومية وفشل تنفيذ مشاريع أخرى ،ولعل أهمها فشل خطة اصلاح نظام التعليم وكذلك الصحة والإسكان بالإضافة الى بروز الكثير من قضايا البنية التحتية التي اتضحت وكان لها الأثر الكبير في هدر الكثير من الأموال والجهود . والله تعالى من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store