Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مواجهة السكري: فرحة لم تكتمل!

في عام 2013م أعلن الأستاذ في جامعة هارفارد العالم البروفسور دوغلاس ميلتون (المتخصص في الخلايا الجذعية) اكتشاف هرمون يُستخرج من الخلايا الجذعية، ويعمل على تحفيز إنتاج الأنسولين في جسم الإنسان بصفته

A A

في عام 2013م أعلن الأستاذ في جامعة هارفارد العالم البروفسور دوغلاس ميلتون (المتخصص في الخلايا الجذعية) اكتشاف هرمون يُستخرج من الخلايا الجذعية، ويعمل على تحفيز إنتاج الأنسولين في جسم الإنسان بصفته المنظم للسكر في الدم. كان ذلك النبأ فتحاً عظيماً في تاريخ مواجهة المرض المزمن. لكن الفرحة لم تدم طويلاً إذ في العام الذي يليه (2014) أعلنت مجموعة مستقلة من الباحثين أن الهرمون المشار إليه لا أثر له في إنتاج الأنسولين إطلاقاً! لب المعضلة كامن في اعتماد النتائج الأولية السابقة على فئران التجارب التي تجاوبت مع الهرمون فعلا، لكنها لم تكن تجارب كافية وشاملة، بل متسرعة بمعايير البحث العلمي الدقيق.
وقبل أسابيع قليلة أعلن ميلتون ورفاقه تراجعهم عن نتائج عام 2013 معترفين أنها خاطئة ولا دليل يؤيدها! هكذا هم العلماء الكبار لا يعنيهم إلا الحقيقة العلمية المؤيدة بالأدلة القاطعة والتجارب الناجحة. أما الإصرار على الخطأ العلمي، فخطيئة لا يمارسها إلا المتسلقون على جدران العلم، المتطفلون على المنهج الصائب المؤيد بالأدلة والبراهين. ولقد كان بإمكان ميلتون وفريقه ممارسة سياسة الصمت المطبق الشائعة في عالمنا الثالث المجيد، أو باللبناني الفصيح: (خل المعارضين يصطفوا)!
هذا السكري المزعج يظل برحمة الله وفضله من الأمراض (المقدور) عليها متى ما شاء صاحبه أن يواجهه بلطف وإحسان وتجنب ما يثيره ويدفعه إلى إلحاق مزيد من الأذى بصاحبه. ويظل الاعتدال في الحياة والانضباط في التغذية والغذاء وممارسة شيء من الحركة والرياضة خير الأسلحة لتجنب الإصابة بهذا الداء المزمن الذي غالباً ما يرافق ضحاياه حتى الممات.
وفي بلادنا أرقام مخيفة عن مدى انتشار (السكري)، وهي كما هو معلوم نتاج عادات سيئة مرهقة تبدأ بالغذاء غير السليم الذي يملأ بطن جسد غير سليم، قليل الحركة، كثير السهر، نادر العناية بما يجب وبما لا يجب تجاه صحته وجسده.
ربما كانت إرادة الله عز وجل أن لا يكون لهذا الداء دواء ناجع حتى الساعة، وإنما هي الحمية والحركة والتغذية السليمة حتى يتم (تطبيع) العلاقة بين الداء وصاحبه، وحتى يتم تجنب أدواء أخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store