Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الشركات لا تحتاج إلى مديرين

أمل وعمل

A A
عندما تقلُّ المبيعات، ويضعف الدخل، وتصبح الشركة في وضع صعب، تظهر هنا مواهب وقدرات الأفراد، كما يظهر معدن وحقيقة المديرين، إذ إنَّ الشركة في هذا الوقت ليست في حاجة إلى مديرين بقدر حاجتها لقيادات نوعيَّة، تستطيع أن تقود المسيرة إلى بر الأمان.

وقد أثبتت العديد من الدِّراسات أنَّه في مثل هذه الظروف، فإن هناك علاقة طرديَّة مباشرة بين الروح المعنويَّة للموظَّفين العاملين في الشركة، وبين معدل الربح، فكلَّما قلَّت تلك الروح المعنويَّة لدى العاملين، قلَّت نسبة الأرباح للشركة، وكلَّما ارتفعت الروح المعنويَّة لدى الموظَّفين، ارتفعت نسبة الأرباح، فالموظفون كلَّما شعروا بالرضا والاطمئنان، ولمسوا حُسن المعاملة من المسؤولين، فإن إنتاجيَّة الفرد تتحسَّن؛ ممَّا ينعكس مباشرة على الأداء والنتائج.

ورضا الموظَّفين، ورفع روحهم المعنويَّة لا يأتي من خلال الحوافز الماديَّة فقط، والتي يتلاشى مفعولها بمرور الوقت، أو قد تتأثَّر وتتراجع بناء على الموقف المالي للشركة، كما أنَّ هذا الأمر لا يأتي من خلال التحكُّم في الآخرين، أو ممارسة دور الرئاسة، أو إملاء الأوامر، بل يأتي من خلال قيادتهم، وإشعال الحماس في داخلهم، فالحافز، ورفع المعنويَّات ينبع من داخل الموظَّف نفسه، ولا يأتي من الخارج، وهذا الأمر يكون من خلال قيادة تعمل على تأصيل الاحترام والتقدير في التعامل مع الموظَّفين، وإعطائهم الثقة لمواجهة التحدِّيات، وتقديم الحلول، والمشاركة في وضع الأهداف والرؤية المستقبليَّة، والحرص على أن يكونوا جزءًا من النجاح.

ممَّا يساهم في رفع المعنويَّات لدى العاملين، وبالتالي رفع أرباح الشركة، انتشار الصدق في التعامل بين المديرين والموظَّفين، فحجب المعلومات، وضعف التواصل، وانعدام الصراحة والوضوح هي من أكثر الأسباب التي تساهم في زعزعة أيِّ كيان، وانتشار الإحباط في أيِّ منشأة، وبالتالي خفض المعنويَّات، ولذلك نجد القياديين في الشركات يحرصون على فتح قنوات التواصل بمختلف أنواعها مع كافَّة الموظَّفين، والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم، وإبداء وجهة نظرهم بحريَّة كاملة، حتى ولو لم تتوافق تلك الآراء مع الإدارة العُليا للشركة.

القيادة في العمل يمكنها أن تفعل المستحيل، وأن تُخرِج من كلِّ فردٍ أفضل ما فيه، وأنْ تحقق الأهداف المطلوبة، وأكثر منها إن تمكَّنت من الوصول إلى قلوب الموظَّفين، وإشعال جذوة الحماس داخلها، وإقناعهم بأنَّهم ليسوا موظَّفين في الشركة، بل هم أصحاب المال، ولهم الحق في إبداء الرأي، والمساهمة في وضع القرار، وهذا ما يمكن أن يقوم به القائد، ولا يستطيع أن يقوم به المدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store