جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي مساء الأول من أمس، وناقش الواقعية السحرية في روايتي «سلمى» و»الجنية» للأديب الراحل الدكتور غازي القصيبي، حيث نوّهت خوندنة في مستهله إلى أن أصل هذا اللقاء هو بحث علمي شاركت به في جامعة اليمامة في ندوة «القصيبي شخصيات وإنجازات»، التي أقيمت بالتعاون بين كرسي القصيبي للدراسات التنموية بجامعة اليمامة وبين كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود، وأنه ثاني أبحاثها عن روايات الدكتور القصيبي.
وأشارت خوندنة إلى أن الواقعية السحرية في رواية «سلمى» تتجسد في إعادة كتابة التاريخ بيد امرأة، باستخدام أسلوب ساخر جدًا للسياسة العربية المعاصرة، معتبرة أن شخصية البطلة «سلمى» في الرواية جاءت لنصرة للمرأة والإيمان بقدرتها وذكائها والتركيز على قدراتها العقلية من ذكاء وحسن تصرف وبداهة وسعة حيلة.
أما عن الواقعية السحرية في رواية «الجنية» فتتمثل في جو الحكاية الأسطوري والسرد القائم على الموروثات العربية والدراسات الأكاديمية والقراءة النفسية بالإضافة إلى السرد الواقعي إلى جانب الغرائبي والعجائبي المستحيل، ويصف تأجج الصراع الداخلي في نفس البطل وبين العلم والأسطورة وبين الدين وبين الصبابة والوجد وبين الحقيقة والخيال.
كذلك تناولت خوندنة أهمية استخدام القصيبي للكتب والمراجع في رواية «الجنية»، مبينة أن الكاتب أنشأ مبناه السردي على معرفة ودراسة وبنية علمية، وأنه حينما أثبت بعضًا منها في هوامش السرد أضاف عمقًا واقعيًا على الجانب المعرفي لبطل الرواية، ومتناسبة مع شخصيته وتزيد من قوة تصوير الصراح بين العلم والاسطورة، معتبرة أن النضج الفني لاستعمال أسلوب الواقعية السحرية في روايتي «سلمى» و»الجنية» رسخ اسم الكاتب الراحل الدكتور غازي القصيبي ضمن الأدباء العرب الذين قاموا بتوظيفها بفاعلية في السرد الروائي.