Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

الأستانا كجنيف.. لا شيء!

A A
الاتفاق الروسي - التركي - الإيراني على عقد مفاوضات بين المعارضة السوريَّة ونظام بشار في العاصمة الكازاخستانيَّة الأستانا رفع آمال البعض إلى توقع تسوية سياسيَّة للأزمة السوريَّة المستمرة منذ عام 2011م، غير أنَّ بوادر عدَّة تشير إلى أنّ ذلك ليس سوى آمال وتطلعات لا تصمد أمام حقائق الواقع والأرض.

وأيام المؤتمر تقترب، حيث تاريخه المتوقع 23 الشهر الحالي (يناير) اتَّهمت المعارضة السوريَّة نظام بشار، وحلفاءه حزب الله، وإيران، بمحاولة نسف المؤتمر باستمرارها في العمليَّات العسكريَّة من قصف جوي وبري على مناطق وادى بردى، والغوطة الشرقيَّة وإدلب في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته روسيا وتركيا وإيران. وهذا ما دفع المعارضة إلى تجميد مشاركتها في المحادثات الدوليَّة لعقد المؤتمر. وهي خطوة اعتبرها عضو الائتلاف هشام مروة «ضغطًا على روسيا بهدف حماية وادي بردى، وإحراجًا لها؛ لأنَّ إيران تريد عرقلة الاتفاق».

وفي جانب آخر وبما يشكل تهديدًا خطيرًا على احتماليَّة انعقاد المؤتمر اتَّهم وزير الخارجيَّة التركي مولود تشاوش أوغلو إيران بعرقلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار؛ ممّا قد يهدد عقد مؤتمر الأستانا بقوله بكل حزم: «إنَّ مفاوضات أستانا قد تتعثَّر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة لوقف النار، حيث نرى خروقات من عناصر حزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعيَّة، وقوات النظام السوري، وعلى إيران الداعمة لكل هؤلاء القيام بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف النار، بالضغط على المليشيات الشيعيَّة، والنظام السوري».

مؤتمر الأستانا سيكون بشكل مختلف إلى حد ما عن سابقه جنيف 1 و2، ولن يكون بديلاً عنهما في ذات الوقت، رغم أن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا صرَّح بأنَّه لن يحضر مؤتمر الأستانا، لكنَّ ذلك لا يعني تملص الأمم المتحدة من المؤتمر، أو الابتعاد عن مفاوضاته إن عُقد، بل إن ميستورا نفسه في الوقت الذي أبدى عدم مشاركته قال بالنصِّ: «إنَّ الأمم المتحدة رحبت دائمًا بمبادرات عقد المشاورات بين دمشق والمعارضة كمحطة مرحليَّة في طريق إجراء المفاوضات في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة».

الأستانا سيكون، كما يقول المعارض السوري قدري قلعجي: «عبارة عن تفاوض مباشر بين عسكريين يمثلون المعارضة، وشخصيَّات عسكريَّة تمثِّل النظام، كما سيكون هناك مفاوضات مباشرة بين السياسيين الذين يمثلون النظام، والذين يمثِّلون المعارضة، وأن ذلك سيكون سابقة في تاريخ المفاوضات السوريَّة التي تجري وجهًا لوجه، كما أنَّه لن يكون بديلاً عن مؤتمر جنيف، بل مكملاً له».

في ظل كل هذه الحقائق يبدو أن آمال انعقاد مؤتمر الأستانا، وما قد ينتج عنه لن تكون مؤكَّدة إن لم تُلزم روسيا كلاً من إيران، ونظام بشار، وأتباعهم من حزب الله، والمليشيات الشيعيَّة بوقف إطلاق نار كامل وشامل، وإبداء الجديَّة الكاملة في الرغبة إلى التوصل لتسوية سلميَّة للأزمة السوريَّة، تضمن حقوق الشعب السوري بكل أطيافه وتنوعاته، وبغير ذلك سيكون الأستانا مجرد لقاءات ومشاورات بغير نتيجة، مثله مثل جنيف 1 و2.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store