ومن هذا نستنتج أن العبادة والمعاملة ركنان متكاملان لايمكن لأحدهما أن ينفصل عن الآخر ولعلي من خلال هذه الحتمية وهذا الترابط بين العبادة والمعاملة أقول :
ومن هنا يمكننا القول إن تلك العبادة التي خلقنا الله من أجلها وأكد عليها الأنبياء والرسل في صور تكاملية حسب الأمكنة والأزمنة والتي كان يفترض أن تكون خالصة لوجه الله وذات ارتباط مباشر بين العبد وربه قد تحولت عن طريقة شبكة المعاملة العنكبوتية التي تتأثر حتماً بأنظمة المؤسسات وقوانينها والعادات والتقاليد واجتهادات الفقهاء وتأثيرات اجهزة الإعلام بكل صورها واتجاهاتها وبالتالي ستؤدي الى الانحراف عن الصراط المستقيم الذي ندعو الله سبحانه في كل صلواتنا أن يهدينا إياه. ويقيني أن ما حدث في العالم الإسلامي هو الانحراف في العبادة والمعاملة والذي تمثل في العبادة بممارسات التكفير والتفجير والاقصاء والانقسامات المذهبية والطائفية ومانتج عن ذلك من بعد عن المقصد الحقيقي للعبادة بعدما تاهت وتلونت ضمن مرورها ضمن تلك الشبكة المضطربة ،وكذلك تمثل جانب المعاملة في ممارسات الفساد الاداري والمالي وانفلات السلوك الاخلاقي بشتى صوره .
وهذا مايتضح بجلاء في الممارسات الحياتية التي جعلت البعض يحصر الحقيقة والعبادة الخالصة في مجتمعه دون كل المجتمعات بحجة الخوف على الدين الذي أقسم الله أنه مُتمه (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .