Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حمدان الحمدان

الرياض.. إتي وكأس!

خط المنتصف

A A
خطف العميد أولى بطولات الموسم (كأس ولي العهد). فألف ألف مبروك للاتحاد.. إدارةً، ولاعبين، وجهازًا فنيًّا، وجمهورًا.

لم تكن الظروف مهيَّأةً للاتحاد، بقدر ما كانت مهيَّأةً للنصر؛ لنَيل اللقب، إلاَّ أنَّ أوفياء العميد داخل الميدان، وفي المدرجات، وفي الإدارة لم يجعلوا ذلك محبطًا لهم، بل بذلوا كلَّ ما يستطيعون، ولم يسلِّموا لترشيحات الورق، أو المحللين، بل أرغموا الورق والمحللين والظروف، وكلَّ مَن حضر في إستاد الملك فهد، أو تسمَّر خلف الشاشات للتصفيق لهم.

غياب فهد المولد، هزيمة الاتحاد القويَّة أمام الهلال في الدوري قبل النهائي بخمسة أيام، الانهاك، والسفر، واللعب في ملعب النصر، عدم وجود بدائل مؤثِّرة في الاحتياط.. ظروف تؤثر على أعتى الفرق، ولكنَّها لم تؤثِّر على العميد، وعلى نفسيَّات لاعبيه، الذين كانوا نمورًا فعلاً داخل الملعب، فخطفوا الكأس، وتركوا لاعبي وإدارة وجمهور النصر غير مصدِّقين حتَّى الآن.

عشَّاق العالمي ألقوا باللائمة على رئيس النصر، ومدربه، وجعلوهما قربان الهزيمة؛ لإشراك لاعبين معيَّنين دون آخرين في اللقاء، ومن وجهة نظري أنَّ الرّوح التي غابت عن لاعبي العالمي، والأداء الباهت الذي ظهروا به، له الدور الأكبر من جهة النَّصر فيما حدث.

نعم لم يكن تفوُّق الاتحاد الفني فقط، معول الاتحاد في الفوز، بل كان اللا مبالاة، والثقة المفرطة التي استولت على لاعبي النصر طوال المباراة لها دور، فقد كان لاعبو النصر يضيِّعون الفرصة تلو الفرصة، ولم يظهر على محيَّاهم أيّ ندم أو زعل، وكأنَّ لسان حالهم يقول: الأهداف جايه.. جايه..!

للنهائيَّات أجواءٌ وثقافةٌ تعيها إدارات الأندية، وتأهيل وتهيئة خاصَّة يجب أن تقوم بها إدارة النادي قبل النهائي، وقد تغلَّبت إدارة حاتم باعشن على إدارة فيصل بن تركي في هذا الجانب، حيث تجلَّت روح الاتِّحاد وكانت لها الكلمة.

حلاة الاتِّحاد ليلة النهائي، أنَّ الفوز جاء بمشاركة اتِّحاديَّة جماعيَّة: الإدارة، اللاعبين، الجمهور، والجهاز الفني، ولو أخفق أحدُ هذه الأطراف في دوره لربما طار اللقب، ولكن قدَّم كلُّ طرفٍ ما هو مطلوب منه بالضبط، فاكتملت الصورة، وتناغمت المنظومة، وظهرت قوة العميد؛ لتقهر كلَّ الظروف، وتظفر باللقب الغالي.

كان المحاربُ وصاحبُ القلب الصافي حاتم باعشن يتمنَّى تحقيق بطولة هذا العام؛ لإهدائها لروح الرئيس الراحل أحمد مسعود، وكان له ما تمنَّى، وجاء الانتصار في أصعب الظروف، وكأنَّ عدالة السماء تمدُّ يدها إليه لتعينه على تحقيق أمنيته.

** همسة الختام:

أرجو أن ترفعوا أيديكم للدعاء بالرحمة والمغفرة لرجل خسرته الرياضة السعوديَّة كلّها (الكبير أحمد مسعود).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store