Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

هيئة مكافحة الفساد.. (صح النوم)!

A A
مع فائق التقدير والتبجيل لهيئة الترفيه على جهودها لاستفزاز جيوب المواطنين إلا أني أجدها أنشط وأسرع في الظهور من هيئة مكافحة الفساد ، في التقرير المنشور في جريدة المدينة الأحد 12 مارس 2017م يقول: ( درست هيئة الفساد « نزاهة « العديد من الأنظمة في المملكة، وعملت على مواءمتها مع الاتفاقات الدولية، وأفضل التجارب الموجودة « الاطلاع على تجارب الآخرين مهم لكنه لا يحتاج إلى كل هذه السنوات، فهيئة مكافحة الفساد تأسست بمرسوم ملكي في 13/ 4/ 1432هـ واستبشر المواطن خيراً بهيئة أنشئت من أجل تحقيق هدف واحد فقط ( مكافحة الفساد ) الذي عطل أداءه، وعرقل أحلامه، وشاركه جهده دون وجه حق، بل استأسد على المواطن وعطل خدمات حيوية عمن لا يستجيب لابتزاز موظفي بعض الادارات الحكومية الذين أصبحوا مشهورين بتعطيل أعمال الأفراد والشركات لإجبارهم على الاستجابة لمقدار الرشوة المفروضة أو « إتاوة « الفتوات، فالفتوة لم يعد يحمل عصا يؤدب بها المتمرد على دفع الأتاوة بل تعطيل المعاملات أو عرقلتها أقسى وأسوأ عقاب، لذلك تطلع المواطن إلى قيام الهيئة بمحاصرة الفساد ودحره في فترة وجيزة من تأسيس الهيئة، أما بالنسبة لبعض المشاريع وميزانياتها المبالغ فيها والعيوب التي تظهر في المباني والكباري والأنفاق حتى بعض المباني التعليمية لم تسلم من سوء التنفيذ نتيجة فساد التعاقدات كل هذه مع أنها تتصل بشكل مباشر بحياة المواطن إلا أنه على رأي ( أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه) .

انتظرنا، بينما حكايات الفساد تصم الآذان، ومعاناة المواطنين تتفاقم ولا حس ولا خبر لهيئة مكافحة الفساد، لتخرج علينا بعد خمس سنوات بخبر دراسة العديد من الأنظمة والاطلاع على تجارب الدول في مكافحة الفساد ( قاعدين ليه ماتقوموا تروحوا ) هدر في جهودها ومواردها في المؤتمرات وإقامة أجنحة في معارض الكتب والجنادرية، ماذا يستفيد المواطن من تلك المشاركات، غير مزيد من « القهر « وهو يشاهد الهدر في الوقت والجهد والمال، الذي كان لا بد من تكريسه للمهمة التي أسست هيئة مكافحة الفساد من أجلها.

لدي الكثير من حكايات وقصص عن تغول الفساد في بعض المؤسسات الحكومية، المشمولة باختصاصات الهيئة، أو أنها المعنية بتأسيس هيئة مكافحة الفساد لكشف الفاسدين والمفسدين فيها، لكن الهيئة نامت ثم قامت تطلع على الأنظمة الداخلية وتجارب الدول « صح النوم «.

المرسوم الملكي أطلق يد الهيئة ( تشمل مهام الهيئة كافة القطاعات الحكومية، ولا يستثنى من ذلك كائنا من كان، ... ويدخل في اختصاصها متابعة أوجه الفساد الاداري والمالي) لكنها أشغلت نفسها بالمؤتمرات والتواجد في أجنحة معارض الكتب ومهرجان التراث، بينما مهمتها الأساسية العمل في صمت، وإحراز نتائج يلمسها المواطن مباشرة، كما فعلت هيئة الترفيه رغم عدم قناعتي برسوم التذاكر المبالغ فيها، ولي رؤية في مهام هيئة الترفيه عرضتها في مقالة نشرتها بعد التشكيل الوزاري الذي جاء بهيئة الترفيه إلا أني معجبة بأدائها والعمل بصمت، عدة أشهر فقط كانوا مشغولين بالتخطيط والتنظيم لفعاليات ترفيهية على مستوى عالٍ من الجودة رغم الرسوم الكبيرة إلا أن الجمهور تفاعل معها وأقبل عليها على رأي صباح في مطلع أغنيتها « الغاوي ينقط بطاقيته ... الغاوي تسلم لي عينه وعافيته «

( لدينا فراغ تشريعي كبير في حماية الشهود والضحايا والمبلغين والخبراء ومن في حكمهم ولذلك أطلعنا على التجارب الدولية ... ) كما جاء على لسان عثمان العيسى في التحقيق المنشور في المدينة، كذلك « جانب المحاسبة « وقانون « من أين لك هذا؟ « دراسة نظام « تجريم الإهمال الجسيم» و « تجريم الرشوة في القطاع الخاص وفي قطاع المنظمات وخارج الإقليم « كلها قضايا تحتاج إلى البدء فوراً لم تكن بحاجة إلى الانتظار خمس سنوات، لتخرج لنا الهيئة بنتائج اطلاعها على تجارب الدول وبنود الدراسة التي لم توضع قيد التنفيذ، ربما علينا الانتظار « 5 أو 10 « سنوات كي تتحرك الهيئة لتكافح الفساد المهمة الأساسية التي انتبهت لها الآن.؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store