Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح بكر الطيار

وداعاً أيها (الأحبة )

A A
بعد ١٤ عاماً من الكتابة الصحفية في هذه الصحيفة الغراء التي تحمل اسم المدينة المنورة الغالي على القلب المتعمق في الوجدان ، قررت الترجل والتوقف نظراً لظروفي الخاصة ليكمل مسيرة الكتابة في مساحة الرأي أحد الاقلام التي ستكمل المهمة في مرحلة جديدة.

ذكريات لا تنسى ومواقف حاضرة في قلبي وذاكرتي منذ أول يوم كتبت فيه وصافحت القرّاء بأول مقال في هذه الصحيفة حملت حبي لوطني وعشقي لوطنيتي ،امتلأت بمواقف الترحيب والتشجيع واُخرى حملت النقد الموضوعي دفعت الى حسن ظن الآخرين بي، ومقالات كانت وجهاً للحقيقة واُخرى كانت واجهة للقرار ..سعدت وأنا أخدم وطني من خلال منبر الكتابة وأحاول جاهداً ان أضع الشؤون والآراء امام كل قارىء حصيف ومسؤول حريص وقيادي جاد ومواطن مجتهد .

حرصت طيلة هذه السنين أن أشكل مقالاتي في صورة من الوضوح والشفافية لعلمي أن الكتابة أمانة وأن الأمانة أن تكتب وانت تقف في نفس المسافة من كل المواقف والأشخاص والظواهر والأحداث.

ارتبطت بالكتابة وأنا في بلاد الغربة فكانت تؤنسني بأن أنقل مفرداتي من الوطن للوطن في حيثيات وتداعيات تجعلني ملزماً بشرح المعاناة وتوصيف الظاهرة وتحليل الحدث ووضع التوصيات والتصورات حاضراً ومستقبلاً

حملت في ذاكرتي طوال هذا الفترة محبة وتقدير كل قارىء اتصل بي أو آخر علق على مقالاتي أو صاحب شكوى تحاورت معه أو زميل حرف تعرفت عليه كانت حافلة بأيام جميلة وكان زمناً رائعاً.

ذكريات عديدة وحقبة جميلة خرجت منها بمحبة الناس والرضا عن نفسي ولعلي كنت وسأظل خيراً مما يظن بي أحبابي من القرّاء والأصدقاء .

وهنا أسطر رسالة الوداع الأخيرة عبر صفحات هذه الصحيفة الغراء التي تحمل اسما طيباً ومحببا لدي ،ففي أرض المدينة المنورة ولدت وعلى ترابها الطاهر تربيت وبين نفحاتها الإيمانية تعلمت وكبرت ووسط بساتينها وبين معالمها عشت ولا زلت أحنو اليها كمسقط رأس ودار عز ومنبع ايمان .

أودع قرائي بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم وميولهم وأود أن أقول لهم وداعا والى لقاء آخر يجمعنا بكم عبر منصة من منصات الرأي ،وأود أن أشكر كل المسؤولين في مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر ،هذه المؤسسة السامقة برجالاتها من مدير عام ورئيس تحرير ومسؤولي إدارة عامة وقيادات تحرير الذين كانوا خير زملاء وأصدقاء ومعاونين في هذه المهمة التي وصلت الى ١٤عاماً من الركض في ساحات الرأي بالكلمة والعبارة والتوجيه والتوصية.

وأود ان أقدم شكري لكل القرّاء الأفاضل الذين كانوا داعمين لي في هذه الفترة وكانت قضاياهم وقوداً لهذه المهمة.

لا يسعني الا أن أترجل بعد هذه الفترة التي أعدها من أجمل ذكريات العمر تاركاً المجال لآخرين من جيل الشباب ليكملوا المسيرة في مساحة جديدة لنكون جميعاً في خدمة هذا الوطن في شتى مساحات العطاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store