Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

الكي بالوهم

A A
ما زال البعض يعيش بين أوهام الحقيقة في تصديق المشعوذين والسحرة لتحقيق الشفاء أو الأمنيات المستحيلة، ولا يزال البعض يمارس بيع الوهم وابتكار الخزعبلات ويسعى بحِيَلٍ مختلفة من أجل جذب الكثير ممن يقعون فريسة سهلة في خيوطٍ شائكة، والكثير من القصص التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى تزايد حالات النصب والوقوع فيها بأعداد كبيرة تصل لدرجة أنهم يبحثون عنهم بكل الوسائل، ويصطفون طوابير طويلة من أجل الظفر بلحظة ثمينة من وجهة نظرهم للجلوس بين يدي هؤلاء المشعوذين حتى أصبحوا مسخرين لكل ما يملونه عليهم من نصائح وتعليمات، وآخر الصيحات في عالم الخزعبلات ما قام به أحد مدّعي علاج الجلطات بالكي، عندما فوجئ باحتجازه من قبل بعض المرضى البالغ عددهم أربعمائة شخص من أجل علاجهم بالقوة، ورغم محاولته عدم الكي، ولكنه خضع لرغبتهم وقام بعلاجهم، وهذا الموقف يشعرني بالإحباط مما وصل له حال البعض من تصديق ما لا يمكن تصديقه بدون برهان حقيقي، وأن تصديق البعض لمدّعي العلاج يجعلني أجزم أن الخلل يكمن لدى أصحاب العقول الفقيرة والمريضة بالوهم.

كثيرة هي حالات النصب والاحتيال على عقول الناس للبحث عن محتويات جيوبهم التي يقدمونها بسخاء كبير من أجل العلاج الوهمي، والتي تذهب من أجل أن يتوسع بائع الوهم في نشاطه وتوسعه الجغرافي، ويزداد مع هذا التوسع أعداد المرضى المهووسين بهذا النوع من العلاج، مما يفاقم المشكلة أكثر ويجعلها تتحول من مجرد حالات فردية إلى داء يستفحل في جسد المجتمع ليتجاوز خط التوعية التي تُحذِّر من خطورة هذا العلاج، وأن مَن يقع في فخ هذا الوهم لديه قنوط من رحمة الله.

* رسالة:

لا شيء يؤذي الإنسان مثل الحقيقة، ولا شيء يسعده مثل الوهم.

(غازي القصيبي)

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store