Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

التكاملُ المعرفيُّ: عنوانُ ملتقَى.. وهدفُ جامعةٍ

A A
نظَّمت كليَّةُ الآداب والعلوم الإنسانيَّة بجامعة الملك عبدالعزيز، برعايةٍ من معالي مدير الجامعة أ.د. عبدالرحمن اليوبي، وإشرافِ عميد الكليَّة أ.د. فيصل بالعمش ملتقَى (التَّكامل المعرفيّ بين العلوم الإنسانيَّة وأثره في تنمية المجتمع)، الذي ضمَّ أوراقًا علميَّةً متنوِّعةً، قُسِّمت على سبع جلسات، خلال ثلاثة أيامٍ، ويهدف الملتقى إلى نشرِ الوعي بأهميَّة العلوم الإنسانيَّة، ومكانتها أكاديميًّا ومهنيًّا، وتحقيق التَّواصل العلميِّ، والتَّكامل المعرفيِّ بين العلوم الإنسانيَّة.

ويمثِّلُ الملتقى فرصةً مهمَّةً لالتقاء أساتذةِ وأستاذاتِ الكليَّةِ حول طاولةِ البحث العلميِّ، الذي يمثِّلُ العمودَ الفقريَّ لعملِ الجامعات، كما يخطو خطوةً نحوَ التَّقاربِ المنشودِ بين المجالاتِ الإنسانيَّةِ التي تشتركُ في كثيرٍ من جوانبها، وتستقي من بعضها البعض، ليسَ على المستوى المعرفيِّ وحسب، بل على مستوى المنهجِ العلميِّ في البحثِ والنشرِ أيضًا. لذلك شدَّد وكيلُ الجامعةِ للدِّراساتِ العُليا أ.د. يوسف التركي -في كلمته، في حفل الافتتاح- علَى أهميَّةِ الملتقى، ونُبلِ فكرتِهِ التي تتنبَّه لأحد أهمِّ التوجُّهاتِ الأكاديميَّة العالميَّة في الوقت الراهن، قاصدًا التَّكامل المعرفيَّ، وتمنَّى أن تتوسَّعَ الفكرةُ لتنتجَ ملتقياتٍ أُخْرَى على نطاقٍ أوسع، يكونُ الهدفُ فيها تلاقي العلوم الإنسانيَّة بالعلومِ التطبيقيَّةِ.

هذا التقاربُ الذي يحدثُ نتيجةً لمثل هذه الملتقيات، ومبادرات أخرى ليس مجرَّد ترفٍ، أو مشروعٍ كماليٍّ، بل هو ضرورةٌ يعودُ أثرها على المجتمع، وعلى تنميّته دون شكٍّ؛ فحينما تتقاربُ المجالات، يدركُ المتخصِّصون حاجةَ مجالاتهم للتَّعاونِ مع مجالاتٍ أُخْرَى لتطوير مساراتٍ معرفيَّةٍ أحاديَّةٍ وبينيَّةٍ، والرقي بمستوى الخدمةِ المعرفيَّةِ والتربويَّةِ التي تُقدَّم للطلاب والطالبات. هذا التكاملُ ينتجُ -أيضًا- مشروعات تتلمَّسُ حاجاتِ المجتمع، وتستهدفُ قضاياه ومشكلاته المختلفة، لنضرب مثلاً بما يمكنُ أن ينجزَه التقاءُ علوم الشريعةِ بنظريَّات علم النَّفس الحديث مثلاً، وعلمُ اللغةِ الإعلاميّ، وعلمُ اللغةِ الحاسوبيّ مثالان آخران على أهميَّة هذا التلاقي.

من هنا تناولت الأوراقُ التي قُدِّمت في الملتقى، محاورَ متنوِّعةً تتَّصلُ بمفهوم المعرفةِ الإنسانيَّةِ ومكوِّناتِها، وبالتَّكاملِ المعرفيِّ بين العلومِ الإنسانيَّةِ وإسهاماتِهِ في معالجة مشكلات العصر، كقضايا: الإرهابِ، والتطرُّفِ، والإلحادِ، وترسيخِ الأمنِ الفكريِّ، ومعالجةِ الانحلالِ الأخلاقيِّ، وغير ذلك. فقدَّم أ.د. فهد اللهيبي ورقةً عن التَّداخل بين اللسانيَّات وعلم النَّفس، وتحدَّثت أ.د. ندى برنجي عن أهميَّة فتح مساراتٍ جديدةٍ تحققُ التَّكاملَ المعرفيَّ بين الأقسامِ العلميَّةِ وفقَ رؤيةِ 2030، بينما ناقشتْ د. دعاء فتحي قضيَّةَ توظيفِ الجماعاتِ الإرهابيَّةِ لشبكاتِ التَّواصل الاجتماعيِّ في تجنيدِ الشباب، واستقرت د. هناء أبوداود منهجَ القرآن الكريم في حماية الأمن الفكريِّ، فيما اتَّخذ د. زيني الحازمي رئيس قسم التَّاريخ بجامعة المؤسِّس من علوم الحضارة الإسلاميَّة نموذجًا لرصدِ التَّكاملِ المعرفيِّ بين العلوم وأثره في صناعة المعرفة. هذه نتفٌ من أفكارِ الأبحاثِ التي قاربت ثلاثين بحثًا، تناولت جوانبَ متعدِّدةً من محاورِ الملتقى.. الذي نجحَ -حتَّى الآن- في تحقيقِ هدفِهِ الرئيس، المتمثِّل في تشجيعِ البحثِ العلميِّ التَّكامليِّ في حقلِ العلومِ الإنسانيَّةِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store