Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

رمضان.. شهر الخير والبركات

A A
(إعلانُ تعليق الدِّراسة مؤخَّرًا، جاء كأنَّه إعلانُ رؤية هلال رمضان! فجأةً البيتُ قلب فرحًا وبهجةً وسرورًا، والعشاءُ صار سحورًا، وحركة في الشارع، والكلُّ فرحان ومسرور، أنا عشتُ الدور، وطلعتُ أدوِّر سوبيا).

هذا ما وصلني على الواتساب، من صديق تعوَّد أن يقصَّ عليَّ ما يجري في الحارة من أحداث، لأبقى على صلةٍ بالأهل والخلَّان، ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك، الذي يعيشه معظمُنا عكسَ عقارب السَّاعة. سهرٌ متواصلٌ حتَّى مطلع الشمس، ونوم إلى قبيل وقت العصر بدقائق ليجمعَ الصائمُ بين صلاتي الظهر والعصر. ومن بعد تسكُّع في الأسواق، والمراكز التِّجاريَّة إلى قبيل وقت ضرب مدفع الإفطار بدقائق، لمشاركة أهل البيت في تناول وجبة إفطار على ما قُسِمَ. تبدأ بعددٍ من فناجين القهوة، مع تشكيلة من تمور المملكة، تتبعها زبديَّة من الشوربة، وكم قطعة سمبوسك باللَّحمة، ومثلها بالجبنة، وطبق فول مدمَّس بالسمن البرِّي، ومقلقل لحم، مع قليل من الرز بالزعفران، تختم على طريقة الذوَّاقة الفرنسيِّين بطبق سلطة خضراء (لزوم الرجيم)، وبقطع من الكنايف، والبقلاوة، والقطايف، التي يتقنُ صنعها إخوانُنا من عرب الشمال، مع عدَّة فناجين من الشاي الأخضر والأحمر. ويستمرُّ تناولنا الطيِّبات من الرزق إلى أن يُرفع أذان العشاء، فينصرفُ كلٌّ إلى غايته. منهم مَن يقصد المسجد لصلاة العشاء، فالتراويح، ومن ثمَّ جولة تفقُّد واستئناس للأهل والأصدقاء، فعودة إلى المنزل مع اقتراب ساعة الإمساك. ومنَّا مَن يقصد استراحة الاستجمام والترفيه عن النَّفس لمتابعة المسلسلات الرمضانيَّة التي تتنافس القنوات الفضائيَّة فيما بينها لجذب المشاهدين على مدار الأربع والعشرين ساعةً من كلِّ يوم؛ متحدِّية مهرجانات (كان السينمائيَّة).

وربَّما يتساءل الأصدقاءُ من غير المقيمين في بلادنا عن الفائدة المميَّزة التي يجنيها الصائم هذه الأيَّام، بعدما كانت أيَّام شهر رمضان في سالف السنين محفِّزةً على التودُّد والتعاون والتآزر بين كلِّ أطياف المجتمع؛ لإضفاء جوِّ الفرحةِ بالعيد، بتوفير احتياجات الأسر الفقيرة، وتلك التي غاب عنها رجالُها؛ من ملبس ومأكل، وما يسدُّ عوزهم، إلى أن يسهِّل اللهُ أمورهم، وتنجلي متاعبهم. فهل من أملٍ في استعادة روح رمضان، شهر الخير والبركات، وبيننا وحولنا ملايين المحرومين ممَّن افتقدوا رجالهم، ومورد رزقهم؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store