Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

مرحلة التجديد والحزم

A A
منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم ونحن نعيش مرحلة اتسمت بالكثير من التحولات الإستراتيجية التي يمكن اعتبارها مرحلة تجديد في مسيرة الدولة السعودية حيث أخذت تلك المرحلة في الاعتبار كافة المتغيرات التي يعيشها العالم من حولنا بصفة عامة وتعيشها المنطقة العربية بصفة خاصة والتي لا يمكن لنا أن نعيش بمنأى عنها وبعيداً عن آثارها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،هذه المرحلة اتسمت بالكثير من الجرأة والمبادأة وبُعد النظر وشملت أهم العناصر الرئيسة التي تقوم عليها الدولة ويأتي في مقدمة تلك العناصر نظام الحكم الذي بدأ تنفيذ عملية التجديد في الدماء الشابة الحاكمة حيث كان قرار اختيار صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد وهو الأمير الذي حقق الكثير من النجاحات في مجال الأمن بصفة عامة ومحاربة الإرهاب بصفة خاصة وتربى واكتسب الكثير من التجارب والخبرات تحت مظلة والده القائد الفذ والمحنك المرحوم بإذن الله نايف بن عبد العزيز وها هو اليوم يحقق الكثير من النجاحات المضافة من خلال تحديث أجهزة وزارة الداخلية فاتسمت بالكثير من التطور الذي يلمسه الجميع بعد أن اتخذه قائد البلاد رعاه الله وسدد خطاه ذراعاً أيمن يضرب به يد كل من يعبث بأمن البلاد ،ثم اختار الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد فكان له الذراع الآخر لبناء جهاز الدفاع والاقتصاد وها هو سموه يضع اللبنات الأولى في رؤيته الطموحة للتحول الوطني ورؤية المملكة 2030 لبناء وطن قوي باقتصاده بعيداً عن البترول كمصدر وحيد.

وهاهي تلك الرؤية تبدأ خطواتها الأولى لبناء مرتكزات ذلك التحول المنشود في مختلف المجالات التنموية من خلال الكثير من البرامج والمشاريع المبرمجة وفق أزمان محددة.

وفي جانب ذي علاقة بنظام الحكم قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رعاه الله بإصدار قراراته الكريمة بتعيين الكثير من النواب لأمراء المناطق من القيادات الشابة كي يكونوا نواة للتجديد المنشود بما يتوافق مع متطلبات العصر الذي نعيشه ،ودون شك أن تلك القيادات المختارة من أصحاب السمو قد اختيرت بعناية فائقة لما تحمله من التحصيل العلمي والثقافة الإدارية الحديثة التي ستتحول قريباً الى ممارسات ميدانية ولاشك أن ذلك التجديد يتلاءم مع طبيعة المجتمع السعودي الذي تمثل فيه فئة الشباب ما يزيد عن 60% .

وفي مجال الحزم لازلنا نشهد كل يوم الكثير من القرارات التي تؤكد القوة والثبات في محاسبة كل مقصر أو متهاون في خدمة المواطن أو العبث بالمال العام أو التقصير في تأدية المهام ،وقبل ذلك ما نلمسه من حزم وقوة في كبح جماح الأطماع والأحقاد الخارجية التي تحيط بنا من كل جانب وما تقدمه بلادنا حيال ذلك من تضحيات في الأموال والأرواح لحماية بلادنا من كل طامع وحاقد .

ولاشك بأن استقطاب القوى الكبرى والعالم العربي والإسلامي من حولنا كسند يعد من علامات الحكمة لقيادتنا الرشيدة وحسن تدبيرها للأمور وفق نظرة إستراتيجية قد لا يعلمها البعض لكن المستقبل القريب سوف يشهد الجميع فيه بحجم تلك الحكمة، فرعى الله قيادتنا وحمى وطننا من كل العابثين والحاقدين . والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store