قبل أيام استقبل أهالي منطقة الباحة ممثلين في شيوخ قبائلهم ورؤساء مؤسساتهم الحكومية صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود أمير المنطقة المعيَّن حديثاً وقد تميزت مراسم الاستقبال بالحميمية المعهودة من قبل أهالي المنطقة ومن قبل قادة بلادنا رعاهم الله ،ودون شك أن منطقة الباحة تتميز بعمقها الحضاري والتاريخي القابع في عمق التاريخ البشري وبمكانتها الطبيعية الساحرة البكر التي لم تستثمر بعد ولم يلتفت لها الالتفاتة الجادة من قبل الجهات ذات العلاقة والتي تعد كنزاً سياحياً في الصيف والشتاء وبمواطنيها الصادقين المخلصين في خدمة وطنهم الحبيب في كافة مساراته التنموية ،العسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية ،وخدمة قادتهم رعاهم الله ويشهد بذلك القاصي والداني .
ولأن هذه المنطقة تعيش حالة هجرة مكثفة لسكانها طلباً للرزق ولعدم توفر الكثير من القطاعات الحيوية المستدامة كالأكاديميات العلمية والتربوية والعسكرية ..
فلعلي من هذا المنبر أستأذن سمو أمير المنطقة رعاه الله لطرح بعض المقترحات والملاحظات وهو الذي قال في حواره مع مستقبليه : إنني أحتاج منكم إلى العون والدعم والتوجيه بما يسهم بنا جميعاً في تحقيق الارتقاء بإنسان ومكان المنطقة فأقول :
* إن منطقة الباحة التي تتميز بطبيعتها الساحرة تستوجب تفعيل الكثير من المقومات السياحية الجاذبة ويأتي في مقدمتها توفير الفنادق الكبرى وجذبها بالمنطقة ووضع الأنظمة الصارمة للاهتمام بالنظافة في شوارعها وحدائقها ومنتزهاتها وتفعيل دور الرقابة الصارمة في محاسبة كل متهاون بها وتوفير دورات المياه عالية الجودة في كافة منتزهاتها وتجهيز تلك المنتزهات بما يلزم من تجهيزات لراحة السائح ،والأهم من ذلك تفعيل دور السياحة الشتوية واستحداث الوسائل والأدوات اللازمة لذلك حيث إن طبيعة وجو المنطقة شتوياً يعد في غاية الروعة .
* بما أن الجانب الإداري والمالي يعدان أهم المرتكزات للتسريع التنموي فإني من هذا المنبر أنادي سمو الأمير بتكثيف عملية الإصلاح الاداري والمالي فبعض الإدارات تشكو من الترهل في أدائها وممارسات التزلف والتضليل والتلميع التي يمارسها البعض من قياداتها .
وإنني على ثقة من حرص سموه على اختيار البطانة المعاونة لسموه من القيادات المختارة بعناية وفق معايير علمية إدارية متقنة وتجديد الدماء بها لمسايرة طموحات سموه الكريم في الارتقاء بالمنطقة ومن المنتظر أيضاً تكثيف الرقابة الادارية والمالية على كافة المؤسسات بالمنطقة .
* بما أن بلادنا الغالية تعيش مرحلة التنفيذ لخطتها الطموحة 2030 والتي تستوجب من كافة مسئوليها التجديد وتكثيف عمليات الاستثمار فإنني أقترح العمل مع الجهات العليا في الدولة على استحداث الأكاديميات العسكرية والأمنية والإدارية واستجلاب المؤتمرات والندوات العالمية والمحلية بالمنطقة لإحداث الحراك التنموي الفاعل وبذلك تتسع دائرة الاستثمار والحراك التنموي .
* كما أتمنى من سموه الكريم أن يصدر توجيهاته الكريمة بالحد من عمليات البذخ في الاحتفالات التي تقام للاحتفاء بزيارات المسؤولين للمحافظات والحد من إعلانات التبجيل والترحيب في الصحف المحلية وتوجيه تلك الأموال الى خدمة تنمية المنطقة ومساعدة المحتاجين بها ولعل هذا يحد من عمليات المهايطة التي انتشرت حديثاً في مجتمعنا الحبيب.
وفي الختام نكرر الترحيب بسموكم الكريم وسوف نكون لكم خير داعمين ومعاونين . والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
