لطالما تحدثتُ عن مدّعي الرقية الشرعية، وكيف استُغلت الرقية الشرعية استغلالًا سيئًا من قِبَل الجهلة والمدّعين والمتلبسين بالدين، والمتحرشين بالنساء، وزادت حدّة سلوكهم وممارساتهم الهمجية الخبيثة، حتى وصلت إلى استغلال صدق نوايا الناس وإيمانهم.
وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعرف كثيرًا من ممارسات هؤلاء الكذابين، الذين هدفهم كسب الأموال فقط.. وقد كشف رئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف الدكتور عبدالله السند عن مخالفات في العديد من دور وأماكن الرقية الشرعية.. وقال إنهم وقفوا على مخالفات شرعية تمثَّلت بوجود خلوة بين الراقي وبعض النساء، ودور الرقية محدثة ولا أصل لها في الشريعة الإسلامية، وأضرارها ومخالفاتها أكثر من نفعها.
ويؤكد الشيخ السند: وقفنا على أحد الرقاة وقد وضع بطاقات قيمتها 30 ريالًا، والرقية الخاصة في غرفة خاصة لها مبلغ آخر.. ولابد أن تشتري دهنًا وعسلًا وزيتًا، فيخرج الإنسان بـ 300 أو 400 ريال من الزيارة الواحدة.. انتهى.
أي عقول هذه.. وأي خرافات وممارسات ودجل يُمارسونه.. تغيب عقولهم قاتلهم الله، وعلى الجهة المقابلة جاءت مخالفات الرقاة والتي ذكرها الأستاذ أحمد الجردان بصحيفة الرياض 23 شعبان 1438هـ، حيث يقول: «المريض لا يُلام في بحثه المستميت عن الدواء، فهو مثل الغريق الذي يتشبث بالقشّة، لعلَّها تُنقذه من الموت.. ومن أسباب العلاج الأخذ بالرقية الشرعية، والتي أصبح لها مدّعون، فكثيرون يدّعون أنهم رُقاة، والحقيقة إنهم جباة.. مخالفاتهم كثيرة، منها إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم، أو وضعها تحت الفراش. وأيضًا تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه، حيث يأمرونه بذلك.. واستعمالهم لجلد الذئب حتى يشمّه المُصَاب، ليعرف أنه مصاب بالجنون، وطلبهم تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض، ومن مخالفات مُدّعي الرقية مس الراقي لجسد المرأة أو يدها أو جبهتها أو رقبتها.. وهناك رقية خاصة ورقية مركزة.. والمبالغة في أخذ الأموال هو السائد، حتى أصبحت تجارة..» انتهى.
أقول: «إن الرقية الشرعية أخذت منحى خطيرًا، وقد زادت سلوكيات هؤلاء الكذابين المتلبسين بالدين، فلابد من الرقابة على ممارسات ومخالفات مدّعي الرقية، وآن الأوان لنصحو من هذه الفوضى، ونتعظ من غث هؤلاء، فالندم ليس كافيًا لتصويب الأخطاء.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
