Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

أمانة الأجداد إلى الأحفاد

A A
شهد الأجداد من أبناء المملكة العربيَّة السعوديَّة انفتاح فرجة صغيرة على العالم القريب منَّا والبعيد، فتركت بصيص نور أخذ بالازدياد مع مرور الزمن.

البداية التي وعيتُها في طفولتي، كانت الفرق الموسيقيَّة للكشّافة وللجيش السعودي، تضمُّ مجموعات من الشباب، تتناغم خطواتها مع إيقاعات بوق وصنجات نحاسيَّة مصدرة أصواتًا حماسيَّة، وقد ارتدى الكشَّافة وأفراد الجيش لباسًا مميَّزًا من لباس البنين والرجال المعتاد، ينطلقون من قلعة الحميديَّة، قاطعين الطرق طولًا وعرضًا في عرض فنِّي أغرى الكثير للالتحاق بالكشَّافة للمساهمة في الإسعافات في المناسبات؛ وأهمها مناسبة الحج والعمرة، وكذا بالجيش العربي السعودي دفاعًا عن الكرامة ووحدة الأمَّة.. ومع مرور الزمن، اتَّخذ اللباس العسكري والأمني زيَّه، الذي كنَّا نشاهده في استعراضات البلدان المجاورة، مع توسُّع حملات الاحتلال لتلك البلدان.. وقد أغرى الشبَّان لارتداء لباس الدفاع عن الوطن، الذي أخذ يميِّز فرق الجيش على تعدُّد تخصُّصاتها، وجعل الناشئة يردِّدون نشيدُا سرعان ما انتشر بينهم: (أنا لمَّا أكبر بدِّي صير طيَّار.. أركب بالطيَّارة وأسوقها ليل نهار.. أنا لمَّا أكبر بدِّي صير طيَّار أركب بالطيارة وأسوقها ليل نهار، علِّي علِّي علِّي، وطِّي وطِّي وطِّي، وانزل بالمطار).. فازداد الإقبال على الالتحاق بالجيش واكتساب فنونه وعلومه وتقنية آليَّاته من البلدان المتقدِّمة.

تبع ذلك توسُّع في دراسة العلوم التخصُّصيَّة، وكان للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة النصيب الأوفى.. ومع تقدُّم الزمن ومتطلَّبات حفظ أمن الوطن واستقراره بعد مساهمات عدَّة لتحرير دول عربيَّة وإسلاميَّة، والعمل العربي الإسلامي المشترك لتمكين شعب فلسطين من استرجاع ما يمكن استرجاعه من الصهاينة، حان موعد الأمل في الاكتفاء الذاتي من التصنيع العسكري، ليكون من أولى اهتمامات خطَّة 2030.

كان لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبلادنا- مفتتحًا جولاته على الدول الخارجيَّة- صدى واسع وتفاؤل بأنَّ فرجة الضوء الضيِّقة، التي فُتحت قبل نحو قرن من الزمن قد عمَّ نورها المملكة، وانطلق قطار التغيير لما فيه خير البلاد والعباد، موثِّقًا مسيرة التبدُّل المرحلي، التي وضع أسسها الملك المؤسِّس- طيَّب الله ثراه- وتابع حمل شعلتها أنجاله الملوك وخدَّام الحرمين الشريفين وصولًا إلى يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تمكَّن بدبلوماسيَّة الحزم من توثيق علاقات المملكة بالولايات المتحدة الأمريكيَّة وتمتينها، وإصلاح ما شابها من تباين في وجهات النظر في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store