Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

بسمة خير في شهر الخير

A A
بين كل الأحداث الساخنة على مساحة الأرض العمرانية، أي التي عمرها الإنسان بجهده وعلمه وأحلامه وأمنياته لمستقبل أجمل لأبنائه وأحفاده، فيفاجأ بموجة العنف والحقد والكراهية تدمر وتقتل، وأصدقاء تتآمر، تبتسم وخنجر الغدر في ظهرك، قطر شوكة الحقد التاريخي المتوارث في حنجرة أشقائها وجيرانها وعروبتها، التآمر ضد السعودية لازال إثباته -التسجيل المسرب لمحادثة الأمير القطري المعزول مع الرئيس الليبي المقتول - يعاد نشره على قنوات التواصل الاجتماعي، رغم ذلك تتغاضى الشقيقة الكبرى لتوحيد الجهود ومواجهة التحديات المحيطة بالوطن العربي، لكن قطر ارتمت

في موقد الحقد الإيراني.

من بين كل هذا ومن بين رمال صحراء أحداث الإرهاب الدامية تنبت زهرة بيضاء تحفز الأمل

وتحث البصر على رؤية الجمال وروعة البياض بين الدمار والدماء.

رغم هذه الأحداث الساخنة تغريك وردة جورية بجمالها فتمد يدك بين الأشواك تلمس أوراقها تنعم بشذى عطرها، الجمال محرض على الكتابة أيضاً، وجهود الخير جمال خاص يمكن أن تغطيه الأحداث كما تغطي الأشواك وردة جورية، لكن خيره يجري كمياه النهر، ربما لذلك انتصر مهرجان « بسمة خير « في جذبي واستفزاز قلمي،

بدلاً من كل تلك القضايا!

مهرجان «بسمة خير» أجده أقرب من كلمة « سوق « أو « بازار « وهي كلمة تركية « عثمانية « تعني سوق شعبي « Bazaar في المعجم عربي/ انجليزي تعني « سوق شرقي، دكان ،سوق خيري» ربما لذلك انتشرت كلمة بازار حتى أصبحت تشمل الأسواق التجارية التي تنظمها الشركات التجارية أو تنظم في المنازل من قبل شخص أو أشخاص لعرض منتجات تصنع في المنازل أو تستورد بشكل شخصي أي لا تمر بإجراءات الجمارك وتخضع لنظام المواد والأدوات التجارية ولا يمكن عرضها في الأسواق إلا تحت إجراءات ورسوم، ربما لذلك كثرت البازارات واقتطعت حصة الجمعيات الخيرية، حيث كانت هي الوحيدة المخولة بتنظيم الأسواق الخيرية « بازار» وكان هذا اللفظ يعني قولاً وعملاً « العمل الخيري» لتحقيق دخل يعين الجمعيات الإنفاق على التزاماتها الخيرية، وكان أي نشاط لا ينظم إلا تحت مظلة جمعية خيرية كي تستفيد مادياً ويخضع للضوابط التي تلتزم بها الجمعيات الخيرية، لكن في السنوات الأخيرة ازداد نشاط الشركات المنظمة للفعاليات وأصبحت البازارات تزاحم حصة العمل الخيري في مدن المملكة وربما مدينة جدة تتصدرها في عدد البازارات خصوصاً في شعبان ورمضان ،ولأن البازار ارتبط في أذهان الناس بالخير فمعظم الناس لازال يعتقد أن كل بازار حتى التجاري هو عمل خيري الذهاب اليه والإنفاق فيه يحتسبه لوجه الله ،وهذه هي الاشكالية التي لا بد من فك الالتباس حولها، ليس كل « بازار « سوقاً خيرياً، لابد من التحري، كي

تكسب الأجر مقابل المال والجهد.

بسمة خير، هو من هذا النوع « الخيري « الذي تحتاجه في شهر رمضان، شهر الخير، لأنه مزدوج النفع والفوائد المضاعفة، تنظمه الجمعية الأولى « الخيرية النسائية « أول جمعية خيرية تؤسس على مستوى المملكة، واكتسبت خبرة تراكمية فهي تحمل رقم « 1 « في الشؤون الاجتماعية ، أسستها نخبة من سيدات جدة الفضليات بجهود فردية واصرار وعزيمة حتى أصبحت هي الداعم لفقراء جنوب جدة، اقتصادياً وصحياً وتنموياً، الآن بعد وضع استراتيجية العمل الجديدة وجهت نشاطها للطفل من الولادة حتى عمر 18 عاماً رعاية متكاملة علمياً وصحياً وتنمية مهارات وتوفير بيئة أسرية سليمة لكسر دائرة الفقر مستقبلاً وتأهيل هؤلاء الأطفال لمواجهة متطلبات

المستقبل.

«بسمة خير» برعاية صاحبة السمو الأميرة العنود بنت عبدالله بن محمد آل سعود، حرم مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، يقام في قاعة هيلتون جدة، يومي الجمعة والسبت 14- 15 رمضان 1438هـ ،الموافق 9-10 يونيو 2017م ، يخصص اليوم الأول للنساء والأطفال، واليوم الثاني

للعائلات في الفترتين.

بسمة خير عمل خيري 100% لصالح أطفال جنوب جدة حيث ركزت الجمعية نشاطها في تلك المنطقة،كأحد أذرع التنمية المستدامة والتناغم مع رؤية 2030 وأهداف الألفية التنموية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store