في ظل ما نعيشه هذه الأيام من تنامٍ لافت لفتاوى التحريم التي استساغها واستسهلها الكثير من الشيوخ والمستشيخين وجعلوا منها مادة لرفض أو فرض ما يريدون دون مسوغ شرعي ،دفعني ذلك لتضمين بعض مقالاتي وتغريداتي السابقة نقداً لتلك الفتاوى مستدلاً لذلك ببعض الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة التي توقفت عندها كثيراً ومنها قوله تعالى (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
حيث نجد في تلك الآيات الكريمات أن الله سبحانه حدد بوضوح تسع محرمات ..
ثم بينت خمس محرمات أخريات في الآيات الكريمات التالية:
1- قوله تعالى :حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ
2- قوله تعالى : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ
3- قوله تعالى : وأحل الله البيع وحرم الربا
4- قوله تعالى : وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
5- قوله تعالى : وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
أي أن المحرمات في كتاب الله عددها أربعة عشر ضمن الآيات المحكمات التي ورد تفصيلهن في آيات أخرى من كتاب الله كما في قوله تعالى : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
وما يؤكد أن التحريم لا يكون الا من عند الله سبحانه هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1- حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: (مـا أحـلَّ الله في كتابـه فهو الحلال، وما حَرَّم فهو الحرام، وما سكت عنه فهو عَفْوٌ، فاقبلوا من الله عافيته...)
2- حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: (الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه؛ فهو مما عفا لكم)
كما زادني يقيناً بذلك بعدما شاهدت وسمعت من العالم المفكر الإسلامي الدكتور / محمد شحرور في برنامج البيان العظيم الذي يبث يومياً بقناة روتانا خليجية خلال شهر رمضان المبارك من تقديم الاستاذ / يحيى الامام عندما تحدث عن موضوع التحريم معتمداً في حديثه على أسلوب التحليل العلمي الدقيق والاستدلال اللغوي من معاجم اللغة العربية.
ولعل اللافت للانتباه أن أحد المحرمات اليقينية التي وردت تنطبق تماماً على أولئك المحرمين وهي قوله تعالى (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).