Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

دماء الشباب وحكمة العقلاء

A A
لدولتنا الفتية قيادة تصونها حكمة العقلاء متمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وطموح الشباب متمثلًا في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –رعاه الله-، وهكذا بدأ الحكم النبويّ الشريف في المدينة المنوَّرة منذ أن هاجر إليها نبيُّنا وصحبه الكرام من مكَّة المكَّرمة ليُقيم فيها دولة الحقِّ والعدل والإنصاف والمساواة.. وبنظرة سريعة إلى أعمار قادة الجيوش، التي أمر رسولنا الكريم بتجهيزها لإيصال صوت الحقِّ إلى أرجاء المعمورة، نجد أنَّ من أبرزهم القائد الشاب أسامة بن زيد -رضي الله عنه- دون العشرين من العمر.. أمَّره الرسول الكريم على رأس جيش ضمَّ كبار الصحابة، ومنهم أبوبكرِ الصدِّيق وعمر بن الخطَّاب- رضي الله عنهم أجمعين.

كما حرص عليه الصلاة والسلام على تعليم الشباب، حتَّى أصبح منهم من يتولى القيادة ولم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عند وفاته عليه الصلاة والسلام. وفِي هذا دلالة على ضرورة اكتساب القوَّة مع العلم عند بناء الأمم.

إلى وقتٍ قريب، كانت القيادات في اليابان تُختار من المتقدمين في العمر، على مقياس الخبرة والإدارة اليابانية آنذاك، فعندما أعود بذاكرتي لعام 1963، لمَّا كنت في سفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو، كان قد اختُير لرئاسة الوزارة السيِّد إيكيدا سان، وهو في سن الثالثة والستِّين. وما هي إلَّا سنوات قليلة، وعاد من الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة طلبة اليابان الذين جلبوا معهم العلم والمعرفة، ليتولوا الإدارة والقيادة برعاية مَن سبقهم من الخبراء، لتتحوَّل اليابان بين عشيَّة وضحاها من دولةٍ مهزومة، إلى أمَّة متفوِّقة عِلمًا وتقنية، حتَّى على الدولة الكبرى التي سامتها سوء العذاب.

فِي أيامنا هذه، نجد معظم قادة العالم من المتقدِّمين في العمر، يُوفِّرون المناصب بطرقٍ ديمقراطيَّة ليصل الشباب إلى القيادة، كما رأينا في دول كثيرة في أوربا.. وكحال مملكتنا التي يُوجِّه دفَّة قيادتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بظهيرٍ أمين؛ له من العلم والشجاعة والتطلُّع للمستقبل ما يُبشِّر بوصول المركب إلى برِّ السلام، مُحقِّقًا لشعب المملكة المزيد من الرفاهية والأمن والأمان. حيث صدر فجر الأربعاء الماضي، حزمة قرارات ملكية كريمة، أهمها اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، وكذلك الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزيرًا للداخلية، وقيادات شابة أخرى في مواقع مختلفة، ليعلو البناء العلمي والصناعي والتقني والحربي بسواعد خيِّرة من الشباب السعودي الذين يعملون ككلِّ شباب العالم الطموح، كلّأ حسب تخصُّصه وفي مجاله. والله نرجو أن يحقِّق الآمال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store