Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

هيئة الترفيه .. هذا ما ننتظر

A A
انتابتني مشاعر الفرح كطفلة، وأنا في قاعة السينما، بعد أن هجرت قاعاتها سنوات، اتخذت القرار بعد مشاهدة « حين ميسرة « في عرضه الأول « 2007 « في السينما المصرية، للمخرج خالد يوسف، رغم أن الفيلم حصد جوائز عديدة في المهرجان القومي للسينما المصرية في ذلك الوقت؛ أحسن مخرج، أحسن ديكور، أحسن تمثيل، إلا أن كمية البؤس التي جسَّدها، والعنف، أفسدت متعة المشاهدة، ولم أذهب بعدها إلى السينما إلا لمشاهدة فيلم « وجدة « في باريس، لهيفاء المنصور المخرجة السعودية والممثلة والمخرجة المبدعة عهد كامل والطفلة البطلة المتألقة الأداء، يومها شعرت بالحزن لأن الفيلم لم يجد له دار سينما للعرض في وطنه.

عزوفي ربما له علاقة بذائقتي الخاصة، ربما لأن لغة السينما الجديدة المشحونة بالعنف والتفسخ والبذاءة، لم توافقها، لذلك تدفق حماسي وأنا أتابع الإيرادات التي حققها فيلم « هروب اضطراري» لأحمد السقا، ذهبت على وجل خشية صدمة المشاهد ذاتها التي أصبحت سمة السينما المصرية، بل تسللت إلى المسلسلات الرمضانية، مع أن التلفزيون يشاهده الجميع، لكن للأسف العنف والإسقاطات الجنسية أصبحا تيمة أساسية في كل ما يعرض على الشاشة الصغيرة.

هناك فرق بين الشاشتين، لكن صناع الدراما ومسؤولي القنوات التلفزيونية انصب اهتمامهم على جذب الإعلانات دون مراعاة للأخلاق والقيم، لذلك أعتقد والله أعلم أن قلة مثلي أصابهم داء العزوف عن مشاهدة أي عمل مهما كان متقناً لأن الإتقان الفني لايعني مراعاة المعايير الأخلاقية والقيمية للأسرة العربية.

عندما نزعت عزوفي وذهبت لقاعة السينما عادت مشاعر البهجة والفرح وأنا أتابع بشغف أحداث الفيلم المحبوك مع بعض الهنات التي لا تقلل من جمال القصة ورمزيتها وتركيزها على التيمة الأساسية دون مشهد واحد غير لائق أو عنيف .

أنا وبقية أفراد الأسرة حتى الأحفاد، غمرتنا متعة المشاهدة، هو هذا وغيره من وسائل الترفيه ما تبحث عنه الأسرة السعودية لقضاء وقت ممتع، وبأسعار زهيدة يستطيع المواطن إنفاقها لو مرة في الأسبوع أو الشهر، متعة وفائدة ولمة تنقذ من حالة السأم المحرضة على السفر خصوصاً في الصيف.

الصيف لا يعني ارتفاع درجة الحرارة، والرطوبة الخانقة والنهار الطويل الذي يرفع وتيرة الملل والسأم والإحساس بالعجز عن ممارسة أي نشاط خارج الغرف المكيفة، بل يعني استثمار إجازة المدارس الطويلة والتخطيط لرحلة داخلية أو خارجية تجدد نشاط أفراد الأسرة وتوفر لهم فرص المشاركة في المتع المختلفة التي تتوفر في الدول التي تمكنت من تأسيس مرافق سياحية ترضي جميع الأذواق والتوجهات والفئات العمرية والمستويات المادية، والتي استطاعت استقطاب الأسر السعودية خصوصاً في إجازة الصيف، وصيف هذا العام رغم كل الأحداث التي تشعل المنطقة سياسياً إلا أن الطلبة والصغار والكبار بحاجة إلى ترفيه يخرجهم من فوق صفيح عالمنا العربي الساخن بالأحداث إلى واحات المتعة البريئة والمفيدة بأقل التكاليف.

منذ تأسست هيئة السياحة وأخيراً هيئة الترفيه، تلبسنا الشغف، وغلبنا الانتظار، كي نحط الرحال في ربوع الديار، طال الانتظار، مل الصغار، وسأم الكبار من حالة الركود والطفش التي خيمت على المنازل، وأخبار حفلة غنائية هنا وأخرى هناك، مع أننا نملك كل إمكانيات السياحة جغرافياً لكنها تحتاج إلى هندسة فنية بجودة سياحية متنوعة تغني عن هذا الترحال الجماعي للأسر السعودية صيفاً وشتاء.

بعض الدول لا تختلف أجواؤها الصيفية عن أجوائنا إلا قليلاً، لكنها وفرت مدناً للتزلج صناعية، مقاهي ومطاعم على مدار اليوم والليلة، تقدم ما يلبي رغبات السائح، بأسعار سياحية، بينما تُعامل مواطنيها بتسعيرة مختلفة، لا نريد هذا التميز، لكننا نرغب في مثل هذه الأماكن السياحية تفتح للجميع وتترك الحرية للمواطن يذهب أو لايذهب، بدلاً من حمل حقائبه كل إجازة كالطيور المهاجرة، دبي ، البحرين، مصر، تركيا، بيروت، هذا العام تكاثف السعوديون في مصر، رغم حرارة الجو إلا أن فرص الترفيه وتنوعه ترطب حرارة الأجواء الساخنة.

هيئة الترفيه لدينا تشبه متعهدي الحفلات الغنائية أو مديري أعمال المطربين، هذا ليس عملكم ياسادة، عملكم وضع آلية لتراخيص إنشاء المنتجعات السياحية المتكاملة وإنشاء دور السينما والمسرح وأكاديميات الفنون بأنواعها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وحماية أصحاب المشاريع الجادة من بلطجة الفاسدين والمرتشين، وعلى هيئة السياحة مراقبة الجميع وضبط الأسعار، كي لا يُستهدف جيب المواطن وتُستغل حاجته فيفر إلى دول الجوار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store