Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

طقها والحقها !

A A
مقولة (طقها والحقها) يرددها المتابعون لكرة القدم وهي مقولة تشير الى اللعب العشوائي الذي لايقوم على خطط تدريبية جيدة ولا ينفذها لاعبون ذوو مهارات مرتفعة بل تقوم على تداول الكرة بين اللاعبين بعشوائية وفوضوية ويقيني أن هذه المقولة تنطبق تماماً على الكثير من ممارساتنا الادارية والاجتماعية ،فعلى سبيل المثال لا الحصر: نجد أن خطط بعض مؤسساتنا لا ترتكز على مهام واضحة ولا على أزمنة دقيقة أو برامج ثابتة بل نراها تتبدل وتتلون حسب ميول المسئول ورغباته واتجاهاته ومن السهل تغييرها أو تحويرها ونرى أن الكثير منا يهدر الوقت والجهد والمال دون أن يحقق هدفه المنشود وهذا يدل دلالة واضحة على تدني مستوى ثقافة مؤسساتنا التخطيطية وعدم إدراكها لأهميتها .

وفي جانب آخر نجد أن مقولة «طقها والحقها» تنطبق بجلاء على بعض أنظمتنا التعليمية التي أراها تاهت بين الخطط وضغوط بعض الفئات المجتمعية وطموحات المسئولين ورغبات المعرقلين حتى أصبح يتمثل فيها قصة الغراب عندما قلد مشية الحمامة فتاه بين المشيتين.

ومثل هذه المقولة تنطبق أيضا على المهام والخدمات التي تقدمها الكثير من بلديات المدن حيث نراها تخوض وتموض في أعمالها التي نرى العشوائية تكتنفها من رأسها لأخمص قدميها وهذا يتضح في الكثير من تلك الأعمال كعمليات الحفر والدفن للشوارع حتى أصبحت شوارع مدننا كورقة من دفتر الانجليزي لطالب مهمل كلها خطوط متوازية وغير متوازية وكلها ندب وشخبطات وتتمثل أيضاً في بناء الأرصفة التي نرى أنه بمجرد الانتهاء من بنائها تهدم مرة أخرى وأضف الى ذلك تصاريح البناء وأنظمة النظافة والمتابعة المتبدلة دوماً .

أما قضايا المرور وأنظمته وقيادة المركبات وثقافتها لدى أفراد المجتمع فأرى أن المقولة التي تناسبها لابد وأن تكون ( طقها ولا تلحقها ) فمستوى التطوير الذي يحظى به جهاز المرور متدنٍ ولولا وجود الشركات المساعدة له كساهر ونجم لوجدنا الجثث على قفا من يشيل ولا غرابة في ذلك ففي أحدث الإحصائيات الرسمية عن الحوادث المرورية نجد أن بلادنا هي الأعلى عالمياً في عدد الحوادث وعدد الوفيات والمصابين والخسائر المادية حيث أدت تلك الحوادث في المملكة في عام 2016 إلى وفاة 7 آلاف شخص وإصابة 38 ألف شخص بإصابات بليغة و ألفين آخرين بعاهات مستديمة سنوياً بالإضافة الى الخسائر المادية التي قدرت بـ ثلاثة عشر مليار ريال بحسب تصريح لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية ولعل مرتادي الطرق يلمسون الحجم الهائل لتلك الفوضى بما يؤكد ضعف الأنظمة المرورية وقصور تنفيذها من قبل رجال المرور بالإضافة الى ضمور الثقافة المرورية لدى قائدي المركبات وخاصة صغار السن منهم الذين يسرحون ويمرحون ويرسمون كل الخطوط المستقيمة والمتعرجة والمنكسرة في الشوارع ويعبثون بالأنظمة كيفما يشاءون ولاحسيب لهم أو رقيب .

ومن هذا المنطلق نطرح هذا التساؤل العريض الذي يمتد بامتداد هذا الوطن الكبير:

ألم يحن الوقت الى صياغة أنظمتنا وخططنا المؤسسية فذلك يعد الخطوة الأولى التي تجعلنا نتجه باتجاه العالم الأول الذي ننشده جميعاً قادة ومواطنين ؟ وهل ستكون خطتنا التحولية نحو الرؤية 2030 فرصة لتنفيذ ذلك ؟ نتمنى ذلك..والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store