حبا الله سبحانه وتعالى منطقة الباحة بكل محافظاتها الطبيعة الساحرة التي تكسوها الخضرة الدائمة وتتخلل وديانها وشعابها الينابيع الصافية التي تستمد ثبات جريانها من الأمطار التي تهطل عليها أغلب أيام العام في تمازج خلاب مع السحاب والضباب التي تتلبس وتزهو به شعابها ووديانها ،كما وأن منطقة الباحة تزهو بملايين المدرجات الزراعية القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين والمنطقة أيضاً تعد من أقدم الحاضرات التي استوطنتها البشرية منذ آلاف السنين والتي تركت الكثير من الشواهد التاريخية القابعة في عمق التأريخ كالمباني والقرى القديمة والقلاع والحصون والمقابر القديمة ،لكنها لازالت مهملة ويحدوها الأمل أن تنال الاهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي أراها اهتمت بالتراث وتناست البحث عن مصادره ،كما وأن المنطقة تزهو بملايين المدرجات الزراعية القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
ولاشك أن منطقة الباحة التي تتميز بكل تلك المقومات السياحية سوف تنال المزيد من الاهتمام وسوف تنال الكثير من الجهود المحلية من قبل أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود بن عبد العزيز رعاه الله وسدد خطاه الذي أراه منذ تولى سموه مقاليد الأمارة يسعى جاهداً لتحقيق هذا الهدف ،وهذا يتضح بجلاء في تنامي حركة الترويح السياحي بالمنطقة وتعدد الخدمات والمهرجانات الترفيهية الرائعة بالإضافة الى بروز الكثير من الفنادق والشقق الفارهة وتنامي الاهتمام بخدمة السائح القادم من خارج المنطقة .
ولعلي اليوم وبعد كتابة الكثير من المقالات في الأعوام الفائتة التي كنت أنتقد فيها الكثير من القيادات والخدمات والفعاليات والبرامج السياحية بالمنطقة إلا أنني اليوم أشيد بما تم إنجازه من تلك الخدمات التي أراها حققت نجاحاً باهراً وقبولاً اجتماعياً كبيراً كالاهتمام بالمنتزهات ونظافتها وكافة خدماتها وفتح الكثير من الطرق الى المناطق السياحية البكر وافتتاح بعض الفنادق والشقق الفندقية الفارهة لكن نشاطات المهرجانات أتت في المقدمة وخاصة مهرجان الباحة ومهرجان بلجرشي اللذين حققا نجاحاً باهراً ويبدو أن العقبات المستدامة التي كانت تقف حجر عثرة لحراك تلك المهرجانات قد زالت في ظل الأنظمة الحديثة لكني أخص مهرجان بلجرشي ذلك المهرجان المتميز في برامجه وفعالياته بالكثير من الثناء والإعجاب لما شاهدت في مساربه من تنوع في الفعاليات الترفيهية التي تخص كافة الفئات العمرية كملاهي الأطفال والكبار الإلكترونية والمائية والكهربائية والسيرك وألعاب الخفة بالإضافة الى خيمة الأسر المنتجة وخيمة البادية وخيمة التسوق التي تشمل أكثر من 80 سلعة بالإضافة الى حديقة الحيوان وكذلك البرامج الثقافية كالمسرحيات والمسابقات والمحاضرات المتنوعة الاتجاه.
ولاشك بأن ذلك النجاح الذي حققه المهرجان يؤكد حجم الرعاية والاهتمام والمتابعة من لدن سعادة محافظ بلجرشي الاستاذ سفر بن سويعد وكافة اللجان القائمة على المهرجان ولا ننسى المتعهد بكافة التجهيزات التي قام عليها المهرجان.
ويقيني أن الاعوام القادمة بإذن الله ستجد الكثير من التحسن والتنوع والإقبال على صيف الباحة الذي أراه أصبح أنموذجاً رائعاً ولن يكون الحضور قاصراً على سكان المنطقة بل سيتجاوز الى مواطني المناطق الأخرى وكذلك مواطني مجلس التعاون وخاصة في ظل الأنظمة الداعمة لبرامج السياحة التي حظيت باهتمام القيادة رعاها الله ضمن خطة التحول ورؤية المملكة 2030.. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
