Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

مواسم الفرح والفراشات

A A
يطرق الفرح أبوابنا دون استئذان، حاملًا بين يديه مواعيد جديدة للفرح لا تحتمل التأجيل، ولا الغياب أبدًا، فرح غَزَلَ لنا أفراحه فوق خطوط الفجر التي تتسلل إلى منافذ بيوتنا كل صباح، ليضع مكعبات السكر في كوب القهوة الساخن، وفوق سطور نشرات الأخبار الصباحية، ويُغلِّف أمانينا في يومنا الجديد الذي نتمناه دائمًا أحلى من مكعب السكر، ليسمح لمزيد من الفرح أن يمتد إلى جميع الزوايا الجغرافية لهذا الوطن، فتصبح التوقعات أجمل بكثير، والرهان على حدوث الأجمل كان مخيبًا لكل من توقَّع الأسوأ، والغد المُخطَّط له بعناية هو المستقبل الأروع والأجمل، والذي ينمو بهدوء في رحم المستحيل، حتى يشتد قواه ويغدو يافعًا وينطلق بقوة نحو تحقيق الرؤية، التي تضعنا في مصاف العالم الأول، والذي لا نرضى أن نبتعد لخطوة عن حدِّه الجغرافي، ومع الوقت نختصر هذا البعد بالقيادة الرشيدة التي تدفع الوطن ومدخراته وشبابه وأحلامه وعزمه وقوته إلى واجهة العالم، وأمام أعين العالم بأننا قادمون كسرب الفراشات الملونة، لنلون العالم بلون راية التوحيد، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ويبدو أنه أصبح مُقدَّرًا على مواسم الفرح ألا تعقد صفقة فرح إلا مع هذا الوطن، فالغياب ممنوع، والأعذار حملت أمتعتها ورحلت، والفرح يبدو أنه قرر أن تطول إقامته بيننا، وألغى كل مواعيده المؤجَّلة، لأنه كان على موعد مهم مع نجاح موسم حج هذا العام، والذي كان بمثابة الضربة القاضية لكل من توقَّع لهذا الموسم أن يرتبك ولو قليلًا، أو أن تتسلَّل أحقادهم من بين الثغرات التي أُحكم إغلاقها بعزيمة الرجال، الذين جنَّدوا أرواحهم لخدمة الوطن وضيوفه الغالين.

وقبل أن نفيق من فرحة النجاح، تعالت أهازيج الفرح والانتصار لمنتخب مملكتنا الأخضر، والذي حجز له مقعدًا في مونديال كأس العالم، لتُردِّد الجماهير الوفية التي كانت بمثابة السند لكل لاعبي المنتخب: «على روسيا خدني»، وكان لحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دافعًا قويًا لبذل مزيد من الجهد، تُوِّج بالانتصار.

دامت أفراحك يا وطن العز والشموخ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store