Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

اليوم الوطني: مشاعر خضراء بقلوب بيضاء

A A
* (اليوم الوطني) لـ(المملكة العربية السعودية) ليس مجرد احتفالية عابرة، تتخللها أبياتُ شاعِرٍ أو كلماتُ كاتبٍ أو أنغام عازف وتَرْنيْمَات مُطْرِب.

(اليوم الوطني) ذاكرة لملحمة بطولية خالدة، وَحّدت القلوب قبل الصفوف، لِتَنقل هذه البلاد من الشّتَات والفُرقة والخوف والجوع إلى واحة من الأمن والأمان ورغَد العيش.

(تلك الملحمة الإنسانية) التي قادها (المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بَعْدِه أبناؤه الملوك، ومعهم تضحيات الرجال من أبناء هذه البلاد الطاهرة) صنعت (وطناً يلامس السَّحَاب، ويُغازلُ النجوم في حضارته وتنميته في شتى المجالات)، وقبل ذلك تلك الّلحْمَة الرائعة والفريدة بين (شعبه وقيادته) التي أصبحَت مُسَلَّمَة وعقيدة تتوارثها الأجيال، والتي كانت ولا تزال -بفضل الله تعالى- خطّ الدفاع الأول والدائم في وَجه أية محاولة للمَساس بأمن الوطن واستقراره.

* (اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية) ما يُميّزه أنه ليس خاصا بها، فالعَالَم الإسلامي أجمع يحتفي به، لأنه قدّم لهم (وطنا) أَمّنَ الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وبذل الكثير في تطويرها وتوسعتها بما يجعل رحلة حَجِّهِم وعُمْرَتِهِم إليها مطمئنة تكسوها الراحة والرفاهية، ولأن هذا الوطن مَهْمُوم أبدا بمساعدتهم، والدفاع عن قضاياهم على كل الصّعُد.

* (واليوم الوطني للسعودية) خلَقَ (مملكة للإنسانية)، تحمل للعَالَم أجمع رسالة الإسلام الوسطية المتسامحة، حاملة لواء الحوار بين أتباع الأديان والحضارات المختلفة؛ بحثا عن حُلْمِهَا في السِّلْم والتعايش بين مختلف الشعوب.

* في ذكرى (اليوم الوطني) حقّ الشعب السعودي بمختلف أطيافه وفئاته أن يفتخر بوطنه، وأن يُعَطَّر صباحه ومساءه بمشاعر خضراء من وَحْي عَلَم وطنه الذي تُزَيّنه شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ فبالتأكيد تلك المشاعر نابعة من قلوب بيضاء نابضة بحبّ بلادها.

* وهنا تلك المشاعر والاحتفاليات تقودها (وطنية صادقة) تعتز بماضي مُشَرّف عريق، ولكن الأهم تجاوز تلك المَظَاهر لتتحول (الوطنية) إلى أفعال على أرض الواقع.

* فـ(الوطنية) تفرض على كل مواطن وأيًّا كان موقعه أن يكون له دور في حماية وطنه، وتعزيز وِحْدته بالمزيد من الترابط والتكاتف مع قيادته، وهزيمة أيَّ أصوات تحاول إشعال نيران العَصَبيّات، وبثّ الشائعات هنا وهناك.

* (الوطنية المخلصة) التي لا يسجنها (يَوْم في السّنَة) بل العَام والعُمْر كله زَمَنٌ لها هي أداء المواطن لرسالته في بناء (بلاده) بأمانة سواءً كان طالبا أو موظفا أو قياديا، وأن يُحافظ على مكتسباتها بالشفافية ومحاربة الفساد، ولاسيما وهي تعيش واقعا متطورا وحِرَاكَا تنمويا فاعِلا، وتنتظر مستقبلا مشرقا تتبناه رؤية 2030م.

* أخيرا رحم الله كل مَن ساهم في توحيد الوطن وتدوين تاريخه المجيد، وشكرا لكل مَن يسعى جادا لكتابة حاضره الجميل وقَادِمه الأجمل بإذن الله، شكرا لـ(خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي عهده)، شكرا لكل مواطِن يزرع في شرايين الوطن زهرة من عطاء، وشجرة من وفاء، وكل عام وأنتم جميعا بخير، ووطننا في عزّ وأمن وأمان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store