Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

احتفالية جمعية شباب الغد باليوم الوطني

A A
عندما قررت حضور احتفالية جمعية شباب الغد باليوم الوطني في إستاد جامعة الملك سعود لم أضع ضمن استعداداتي تصورا أن المشهد بذلك الجمال والإبداع، رغم ثقتي في تميّز أداء سمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي، مؤسسة جمعية شباب الغد وسيدة الأعمال المتميزة والحاصلة على العديد من الجوائز، وقد سبق لي حضور منتدى «نحن والشباب شراكة» الاثنين 28 مايو 2012م في هيلتون جدة، على شرف أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكان الشباب والشابات على المنصة، إلا أن مشهد النساء والرجال والأطفال في مكان واحد، واستمتاع الأسرة مجتمعة، هذا هو المشهد الجميل والمبدع، لأنه يمثل نقلة حضارية واستعادة الأوضاع الطبيعية التي يتشارك فيها البشر في مناسباتهم العامة، لم نعد مختلفين بل استعدنا إنسانيتنا.

كانت الرياض تضج بالفرح الجماعي، لم تعد النساء معزولات، ولا الأسر مفترقة، أو الشباب مهمل ومهمش وممنوع من ارتياد بعض الأماكن فيمارس غضبه رعونة وفوضى، بل تحول إلى منتج مبدع مشارك ومتفاعل بكل رقي وحسن خلق وأدب.

فعاليات شباب الغد؛ مهرجان احتفالي على مدى ثلاثة أيام، من الجمعة 22 إلى الأحد 24 سبتمبر، المهرجان أفسح للشباب عرض إبداعاتهم من خلال منصات عرض غطت مساحة إستاد جامعة الملك سعود إلا قليلا للعروض الفلكلورية المتنوعة التي تجتذب فئة من الحضور بينما تجتذب العروض العلمية وإبداعات الشباب فئات أخرى، كذلك ألعاب الصغار وتدريبهم على الممارسات الصحية وتعريفهم على الأدوات الطبية، كل هذا يُحفِّز طاقة الإبداع مستقبلا لدى هؤلاء الصغار الذين يتفتَّح وعيهم في مهرجان احتفالي باليوم الوطني، ويدعم الانتماء للوطن والولاء لقيادته.

حقاً تميزت جمعية شباب الغد ليس فقط بتميز شبابها، بل بمساعدة الشباب والشابات على التميز وتقديم وعرض اختراعاتهم ومبادراتهم التطوعية، بالإضافة إلى العروض الفلكلورية، والتعريف بمكانة وتاريخ الجزيرة العربية منذ القدم، وأنها منبع الحضارة الإنسانية والمدنية كما وضح لنا بأسلوب علمي د. عبداللطيف العفالق.

هذا المهرجان العلمي المعرفي الترفيهي الذي ميَّز الاحتفال باليوم الوطني وذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية، احتفالا متميزا بعدد الشباب المشارك سواء من شباب الجمعية أو شباب نخبة التطوع والشباب الذي يقدم عروضا مستفيضة للمنتجات المبتكرة والمخترعات الحديثة في مجالات التقنية والهندسة والصحة والمنتجات الغذائية، إلى فرق الإنقاذ التطوعية التي تقوم بالتوعية حول عمليات الإنقاذ، أعجبني منطق الشاب، ونحن نقترب لنشاهد المجسمات الملونة أمامه، كنت أمسك بالجوال لأصوّر الأشكال، وكانت الأميرة نوف تُصوّر فيديو لتوثيق المشهد قال: أمامك خيارين إما تنقذي هذا الرجل الملقى على الأرض أو تستمري في التصوير! أخجلني الشاب لأني مؤمنة بأن التدخل للإنقاذ أهم من الصورة، لكنها إشارة ذكية من الشاب بعد أن أصبح التصوير أهم من الإنقاذ، كان المشهد توعويا، اقتربت منه وبدأ في شرح كيفية إنقاذ الإنسان الفاقد للوعي وأشار قبل ذلك إلى نقطة مهمة حول سلامة المنقذ، وأن عليه تفحص المكان إذا كان آمنا له يقوم بعملية الإنقاذ، وإن لم يكن، يغادر المكان فورا كي لا يتحوَّل مِن مُنقذ إلى ضحية.

هؤلاء شباب متطوعين تكونوا بمعرفتهم من طلبة طب الطوارئ، وجدوا في مهرجان شباب الغد مجالا للقيام بدورهم بتوزيع فرق في الإستاد للتدخل وقت الحاجة.

عرض لمسيرة الطيران المدني والعسكري وعرض نماذج مصغرة من أول طائرة قدمت للملك عبدالعزيز -يرحمه الله- من الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1364هـ طائرة من طراز «داكوتا. دوجلاس. دي سي 3» النواة الأولى للطيران المدني السعودي.

«لابد من مراجعة مفهوم الاحتفاء بالوطن وتفعيل لهذا اليوم الوطني، بحيث يكون يوما للمشاركة الوطنية في احتفالية يشارك فيها الجميع، مهرجان حقيقي يُنمِّي مشاعر الانتماء والولاء للوطن في نفوس وعقول الصغار، ويُرسِّخها في وجدان الكبار، هكذا يكون الاحتفاء بالوطن يا سادة!»

الفقرة السابقة من مقالة العام الماضي بعنوان: «هكذا يكون الاحتفاء بالوطن يا سادة!» لم يأخذ وقتا طويلا ليصبح واقعا نعيشه، أصبح اليوم الوطني احتفالات عامة يشارك فيها الجميع رجالا ونساء وأطفالا، وهذا ما حدث في شارع التحلية بالرياض، وإستاد الملك فهد، وإستاد الجوهرة بجدة، وإستاد جامعة الملك سعود في احتفالية جمعية شباب الغد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store