Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الحريري.. استقالة أو عودة بشروط!

لقد حاول الرئيس الحريري كما جاء في حديثه المتلفز الذي أشرت إليه في لفت نظر "حزب الله" أكثر من مرة التوقف عن سياساته الخرقاء التي تضر بمصلحة لبنان، وأن ينأى جانباً بلبنان عن التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان العربية الشقيقة، حتى لا تنعكس تصرفاته على البلاد

A A
تُرى بعد الحديث الذي أجرته «بولا»، مراسلة التلفزيون الروسي مع رئيس وزراء لبنان السيد سعد الحريري، هل تأكَّد للذين يُتاجرون بغيابه بأنه حُرٌّ طليق؟! وأنه يُمهِّد لعودته إلى بلاده لتقديم استقالته التي أعلن عنها لرئيس الجمهورية اللبناني «ميشال عون»؟ لقد رمى «الحريري» باستقالته تلك بالكُرَة في ملعب «حزب الله» كما قال مستشار رئاسة الحكومة نديم الملا، فلا يمكن أن تتحول المقاومة من مقاومة للاحتلال الإسرائيلي إلى مقاومة تخدم رغبات وطموحات الملالي في إيران، وشن هجوم، وإطلاق صواريخ على أصدقاء لبنان، وليس هو الحريري فقط الذي يرفض أن تقوم بلاده بخوض حروب غير مباشرة ضد دول عربية شقيقة باسم إيران، بل إن كل الشرفاء يرفضون ذلك، ويُثمِّنون الدور الذي تقوم به المملكة تجاه لبنان، والذي ينشد السلام والوئام لهذا البلد، ويبارك الاتفاقات التي تتم والهادفة للصالح اللبناني العام، ولعل فيما قاله مفتي عكار الشيخ «زيد زكريا» ما يُوضِّح هذه العلاقة حيث قال: «من أكبر المغالطات المقارنة بين علاقة السعودية بلبنان وبين تدخلات إيران في لبنان، التي جعلت من لبنان قاعدة لمهاجمة السعودية وتصفية الحسابات معها ومع دول الخليج العربي، وعلى اللبنانيين أن يُميّزوا بين من يقف معهم ومن يقف ضدهم».. وهذا ما لمسه قطعاً الرئيس الحريري، ولم يشأ أن يظل رئيس حكومة محنطاً، يرى بأن بلاده تتحول إلى دولة تابعة تتلقى الأوامر من طهران، ويترك السيد «نصر الله» يُغرِّد لوحده، يتبع سياسة خاصة به، وجيشاً يُسيّره كما يشاء، تفوق قدراته جيش لبنان الوطني، يُحرِّكه لمهاجمة خصوم إيران، يضرب بعصاها، ويعمل كل هذا تحت غطاء رئاسة الدولة، كما لاحظ الجميع كيف تأتي مواقف الرئاسة متطابقة مع ما يُصرِّح به «نصر الله» مسبقاً.

كان أول من ادعى بأن «الحريري» محتجز هو «نصر الله» في خطابه الأخير، ورددته جوقته، الأمر الذي دعا الرئيس اللبناني «عون» بأن يُصرِّح: «الأولوية اليوم لمعرفة مصير الحريري»! تصريح كان المقصود به إرضاء «نصر الله» الذي فوجئ بصورة وخبر وصول «الحريري» لدولة الإمارات أثناء إعلانه لأمته بأنه قيد الإقامة الجبرية، واستقبل بعدها في الرياض سفراء فرنسا وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وأسخف ما قرأت في هذا الصدد، هو ما جاء في صدر إحدى صفحات جريدة «الديار» التي يُموِّلها «حزب الله»؛ حيث ذكرت «بأن الحريري يسكن في دارته في الرياض وأمام منزله 3 سيارات شرطة»!! وتعني بذلك الصحيفة أن الرئيس الحريري تحت الإقامة الجبرية.

لقد حاول الرئيس الحريري كما جاء في حديثه المتلفز الذي أشرت إليه لفت نظر «حزب الله» أكثر من مرة الى التوقف عن سياساته الخرقاء التي تضر بمصلحة لبنان، وأن ينأى جانباً بلبنان عن التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان العربية الشقيقة؛ حتى لا تنعكس تصرفاته على البلاد، والزج بها إلى طرق محفوفة بالمخاطر إرضاءً لنظام إيران، كالعداء مع دول الخليج، والمشاركة في حرب اليمن مسانداً للحوثيين، والدخول عسكرياً في المستنقع السوري لحماية النظام في سوريا، إلا أن «نصرالله» قابل كل ذلك بشيء من عدم الاهتمام، بل وأراد أن يسكت صوت الحريري الابن بعد أن أسكت صوت الحريري الأب بنفس السيناريو.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store