Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

إنها نقابات فلماذا الالتفاف على المُصطلح؟!

القافلة تسير

A A
* جمعية المحاسبة، الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، جمعية الإعلام والاتصال، هيئة الصحفيين السعوديين، جمعية حماية المستهلك، جمعية علوم الحياة، الهيئة السعودية للمهندسين، جمعية الأطباء، الجمعية القضائية (قضاء) وغيرها العشرات.

* تلك جمعيات وهيئات نشأت بموجب أنظمة خاصة بها، بينما تمارس عمل التجمعات المهنية والنقابات وإن اختلفت المسميات، فلماذا التحسس من مفردة نقابة؟ بالفعل ما الذي يضير لو قلنا نقابة الصحفيين السعوديين ونقيب المهندسين ونقابة القضاة (قضاء) وهكذا؟

* لقد كتبت وكتب غيري حول كسر القيد الوهمي لتلك المفردة (نقابة) في زماننا هذا، بعد أن تم تجاوز كثير من المفاهيم المحظورة في الماضي؛ حيث ثبت انتفاء حساسية المجتمع تجاهها، والشواهد كثيرة لا مجال لتعدادها، ولكن من باب التذكير أقول: كيف كُنّا نتحسس من مصطلح (انتخابات) وإذا بالمجتمع يستسيغها بل ويتبنّاها بمن فيه الشريحة التي تكره هذه المُمارسة؛ لأنها مُرتبطة بفعل الديموقراطية، تلك المُفردة الغربية حسب رؤيتهم؟

* أقول: لقد جيّشتْ تلك الشريحة قضّها وقضيضها وقت الانتخابات البلدية في دورتها الأولى؛ لتُثبت أنها موجودة وأن صوتها الأعلى.

* وقبل ذلك صدرتِ الأنظمة الثلاث (النظام الأساسي للحُكم، مجلس الشورى، مجالس المناطق) تلك التي يعتبرها بعض المراقبين نقلة نوعيّة في المشاركة السياسيّة لإدارة شؤون البلاد، وبعده تم إطلاق أكثر المُمارسات المُرتبطة بحريّة الرأي تمثلت في إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني؛ من أجل تبنّي الحوار الحُرّ منهجاً بين أطياف المجتمع، وهذا في ظنّي مُنعطف مهم في مسيرة حرية التعبير وعدم الخشية أو التحسس من إيراد أي مفردة دون تحفّظ أثناء طرح الآراء والأفكار.

* ثم أُذكّر القُرّاء الأكارم بمؤسسة عريقة في بلادنا اسمها «نقابة السيارات»، وهي هيئة مدنية قائمة منذ عقود، مُعترف بها من قبل الدولة، وتمارس نشاطاتها علناً بمُباركة من الجهات الحكومية ذات العلاقة ولها مجلس إدارة يوجد فيه مُمثل لوزارة الحج والعُمرة، وآخر لمديرية الأمن العام، تقع تحت مظلّتها شركات نقل الحجاج، وأهمية تلك النقابة يعرفها المشتغلون بأمور الحج، وقد أثبتت نجاحها كرابطة تجمع أصحاب مهنة واحدة، وللعلم فمجلس إدارة النقابة مُنتخب من قبل أعضاء الجمعية العمومية، مثلها مثل مجالس إدارات الغُرف التجارية الصناعيّة وغيرها.

* السؤال القديم المتجدد عن السبب في عدم إشهار نقابات مهنيّة مُماثلة لتكون نواة حقيقية لتشكيل مُؤسسات المجتمع المدني (على أصوله) أو إضفاء صفة النقابة لكثيرٍ من الهيئات والجمعيات التي لا ينطبق عليها مهام العمل الخيري التطوعي، كهيئة الصحفيين السعوديين التي تجمع في عضويتها أهل هذه المهنة، وتُعبّر عنهم، ومثلها الإدارة والهندسة والمتقاعدين والفنانين والمعلمين وحماية البيئة ومكافحة حوادث السيارات وغيرها من النقابات.

* حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها، فلماذا «اللف والدوران»؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store