Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

همٌّ واحدٌ

A A
منذ بداية العام الميلادي الجديد، وإطلاق مرحلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المتعددة، وإعلان (حساب المواطن) وبدء العمل في تطبيقه لتخفيف بعض آثار تلك الإصلاحات الاقتصادية، ودخول أفراد المجتمع في مرحلة اقتصادية جديدة، تتطلب منهم ترشيد الاستهلاك من جهة، ومراعاة بنود الإنفاق الشخصية من جهة أخرى - والمجتمع يعيش مرحلة عدم توازن؛ لأنه يدخل مرحلةً جديدةً لم يسبق له أن عاشها من قبل، فيحتاج إلى جهد كبير وعمل شاق؛ ليتأقلم عليها، ويتكيف على تلك المتغيرات، ويتعايش معها، ويغير ظروفه بما يتوافق مع تلك المستجدات.

وبالرغم من أن (حساب المواطن) جاء ليُسهم في تخفيف تلك الآثار، إلا أن القيادة الحكيمة ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (يحفظهما الله) - لمسوا صعوبة البدايات مع هذا التأقلم، وشعروا بالمعاناة والهموم الثقيلة، والتي يعيشها ويحملها بعض المواطنين، خلال هذه المرحلة، وعدم تمكنهم من مواجهة هذه التحديات؛ ولذلك وفي خطوة تفاعل إيجابية مع هموم المواطنين، ولتخفيف الأعباء المعيشية - أعلنت بالأمس تلك الأوامر الملكية الكريمة؛ لتلبي حاجات المواطنين والمواطنات من شرائح المجتمع كافة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين أو موظفين أو طلابًا أو طالبات أو متقاعدين أو مستحقي الضمان الاجتماعي، وجاء في مقدمة تلك الأوامر صرف العلاوة السنوية، والتي كانت هاجس المجتمع خلال الفترة الماضية، إضافة إلى صرف 1000 ريال بدلًا جديدًا بمسمى بدل غلاء معيشة لموظفي الدولة، و500 ريال بدل غلاء لمعاشات التقاعد والتأمينات ومعاشات الضمان الاجتماعي، وتقديرًا لما يقوم به حماة الوطن في الحد الجنوبي من تضحيات، فقد تم اعتماد صرف مكافأة 5000 ريال لكل العسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية، كما تم زيادة مكافآت الطلاب والطالبات 10 % لمدة سنة، وقيام الدولة بتحمل ضريبة القيمة المضافة عن المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية والتعليمية الخاصة، وتحملها كذلك لضريبة القيمة المضافة لشراء المسكن الأول للمواطن، إضافةً إلى توحيد صرف الرواتب لتكون يوم 27 من كل شهر ميلادي، وتوحيد إصدار مواعيد فواتير الخدمات؛ لتكون خلال الأسبوع التالي لصرف الرواتب.

من ينظر إلى تلك الأوامر الملكية، يرى بوضوح حرص واهتمام القيادة الرشيدة على تخفيف الأعباء المالية على المواطن والمواطنة، وسعيها لمراعاة هذا الأمر، مع جميع شرائح المجتمع وتأكيدها بأنها وإن كانت تعيش مرحلة تحول حاسمةً وتغييراتٍ اقتصادية كبرى، فإنها لم تنس المواطن ولن تتركه وحده يواجه هذه التحديات، بل ستقف معه وتحرص على مساندته ودعمه، والشد من أزره، وتوفير حياة كريمة له، حتى في هذه المرحلة الهامة.

لقد جاءت تلك الأوامر الملكية الكريمة؛ لتؤكد بأن همَّ المواطن من همِّ القيادة، أن صوته مسموع، وأننا نعيش جميعًا أسرةً واحدةً، وفي بيتٍ واحدٍ، ومن أجل هدفٍ واحدٍ، وهو رفعة وتطور وتقدم هذا الوطن الكريم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store