الإهمال يغتال مدينـــــــــة الملك فهد الساحلية

تعتبر مدينة الملك فهد الساحلية معلمًا لمدينة جدة ، منذ إنشائها عام 1407هـ على مساحة قدرها 12 ألف متر مربع، ولا يفصلها عن البحر سوى أمتار، وفي موقع حيوي قريب من «البلد» بحي البغدادية الغربية العريق.

استضافت المدينة مناسبات رياضية ، بمنشآت عصرية ، تحولت اليوم إلى مرتع للخراب ، بعد أن هجرها الرياضيون.

جذبت المدينة هواة ممارسة الرياضة والانشطة الثقافية وكانت الاشتراكات الشهرية تبلغ 1700 مشترك تزيد في الصيف إلى 1900، وعلى مدار العام تتفاوت الاشتراكات من 10 إلى 20 ألفًا.

وكانت تستقبل روادها من الساعة السابعة والنصف صباحًا حتى الحادية عشرة والنصف مساءً،كمتنفس رياضي وثقافي ، حالها حال مدينة الملك فهد الساحلية بالدمام التي تميزت بوجود ألعاب بحرية بسبب موقعها الجغرافي المطل على البحر مباشرة فيما كانت المدينة الساحلية بجدة تحرص على تنظيم الرحلات البحرية، فمع انطلاقتها قدم لها الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» (بوتين) هدية منه للرحلات البحرية.

واقع مدينة الملك فهد الساحلية الحالي ، يصيب كل من يشاهدها بالحسرة والحزن ، بعد ان تحولت إلى بؤرة يعشعش فيها الخراب ، يتردد في جناباتها أصوات الكآبة والحسرة على ماضيها الذي كان وحالها الآن . تلك المدينة التي تأسست عام 1407 بخبرة ألمانية على غرار مدينة ألمانية ، ليتم إغلاقها عام في شهر شعبان 1434، نقل تبعيتها إلى وزارة المالية ، بهدف استغلال الأرض لبناء أبراج سكنية عليها كمشروع استثماري.

«المدينة» اقتحمت أكوام الاهمال ، وركام الصالات والقاعات ، لتضع ملف مدينة الملك فهد الساحلية في بؤرة الأحداث.

الموقع

تقع مدينة الملك فهد الساحلية في موقع حيوي مهم بحي البغدادية وعلى مساحة 12 ألف متر مربع يحدها من الغرب طريق الميناء ومن الجنوب الغربي بحيرة اتفق العامة على تسميتها بحيرة الشباب.

بداية النهاية

تعطل العمل بالمدينة الساحلية وأغلقت نهائيًا في وجه مرتاديها بعد نقل تبعيتها عام 1434هـ من رعاية الشباب إلى وزارة المالية، فلا استمرت منشأة تحتضن النشاطات الشبابية و الثقافية ولا تحولت إلى مشروع استثماري ، ورغم تسليمها منذ ما يقارب 6 سنوات، لكن الاهمال حولها مرتع للحيوانات الضالة وابنية متهالكة وأسوار متهدمة .

المدينة داخل المدينة الساحلية

تجولت «المدينة» داخل ما تبقى من مبانٍ وصالات وقاعات مدينة الملك فهد الساحلية ، لترصد ما أصاب هذه المنشأة من خراب ودمار ، بفعل الاهمال .

الدخول إلى المدينة ، لايحتاج أي مشقة ، فسورها الخارجي المتهدم المتهالك يمنح من يريد الدخول التصريح ، دون رقيب او مسؤول ، تجولنا بين مرافق المدينة التي كانت يوماً تشع نشاطاً وبهجة ،، ورصدت كاميرات المدينة مظاهر الخراب ..

سيارات تالفة أمام بوابتها الرئيسية يكسوها الغبار، وصالات البولينج السينما والمسرح بمقاعده التي تتسع لـ400 شخص وشهدت العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، وغير ذلك من المناسبات، ومرافق أخرى مجهزة بكل المعدات والأجهزة الخاصة، ومنها حمام السباحة وصالة للياقة البدنية والصالة المغلقة لمختلف الألعاب، إلى جانب الملاعب المفتوحة لكرة القدم والطائرة والتنس الأرضي وملاعب الاسكواش والساونا، وكل تلك المرافق أصبحت مرتعًا للحشرات والقطط، والمياه الآسنة ، وتفوح منها روائح كريهة ، ولا تسمع إلا أصوات الرياح تعبث بما تبقى بالمدينة من أطلال .

الرياضيون يحلمون بالعودة

طالب الرياضيون عبر «المدينة» المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة بعودة مدينتي الملك فهد الساحلية بجدة والدمام إلى حضن هيئة الرياضة، لا سيما أن 5 سنوات مرت دون أي حراك ولا أبراج، وأنه بعد إغلاقها ضاق على الرياضيين ممارسة رياضاتهم في مكان مميز يحتوي كل الألعاب، كما أن المناسبات الرياضية من مؤتمرات ومحاضرات باتت مفقودة ويتم التحول للفنادق وبتكاليف مالية، في وقت كانت توفر المدينة الساحلية كل ذلك دون أعباء مالية.

مميزات ومرافق

موقع حيوي يقع على شاطئ البحر الأحمر بحي البغدادية بجدة وقريب من طريق الميناء وطريق الملك عبدالله وشارع حائل.

12 مسارًا للعبة البولينج مجهز بالكامل.