الذاكرة والتجديد

يضمن المفهوم الإسلامي في نظام الرعاية الاجتماعي ترابط الأسرة، من محورين مهمين الحقوق بأبعادها المختلفة، والتي فصلها القرآن والسنة، والمودة... قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.

وبكل تأكيد تنشأ من هذين المحورين قوة الأسرة وتماسكها، ومن هذا المنطلق نظم المفهوم الإسلامي الأسرة وأعطاها القوة القادرة على تقوية أفرادها بالرعاية الصالحة، ونحن ندرك ذلك الدور المركزي في الأسرة، ونذكر كيف كلف المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المرأة والرجل، فقال: «يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا.. يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية لا أغني عنك من الله شيئًا»، فالأسرة هي حجر الزاوية؛ مما يجعل ذلك ضمانًا اجتماعيًّا قادرًا على تأهيل أفراد الأسرة تأهيلًا مناسبًا.

مع كل ما يحدث في هذا العالم اليوم، تظل الوحدة الوطنية في هذا الوطن في أبهى صورها في الانحياز والتوحيد وواقع العطاء المجيد؛ حتى تحول الوطن إلى رياض عامرة وصفوف مرصوصة، خلية نحل هي تلك المملكة العربية السعودية التي ستظل للواقع والذكرى عبيرًا من عبير، وعطاءً من عطاء، وبكل شفافية يأتي الالتقاء حول أساسيات الحكم في هذا الوطن هو من ميز هذه الدولة، ومن هنا فإن إنجازات العظماء لا تحد بالكلمات، مهما كانت الكلمات قادرة ومعبرة، ولكن الإنجازات الحقيقية هي ما يسطرها التاريخ.

في هذا الوقت لم تزل تشرق فيه من الآمال بوارق، فما زالت هناك نفوس كبيرة، لا زالت هناك نفوس حية ضميرها متيقظ، لا زالت هناك نفوس تستنهض كل نفس نحو الحياة، لا زالت هناك نفوس لا تعرف الكبر ولا الغرور ولا الجشع، ولم تسمح بقطع عطاء، ولم تسوف لأوهام زائفة، أو أن يمنعها ضميرها على أن تقول خيرًا أو تصمت.

عادة الذاكرة المليئة بحاجة في كل وقت إلى تجديد وتغيير، طبعًا كيف يكون هذا التجديد؟ يكون بأن تستغني عن بياناتها التي عفى عليها الزمن وأصبحت قديمة، وأن تستبدلها ببيانات جديدة، ويمكن أن يتم توسيع لحجم الذاكرة؛ حتى يمكن أن تستوعب الجديد.

البحث العلمي يستحق أن يستحوذ على قدر كبير من الوقت لدينا، فهو الوسيلة العملية التي نقلت ذلك كله إلى عصر النهضة، وما زال هو أساس التصنيع والتطوير، بل هو أساس النقلات النوعية في كل مراحل حياة البشر، وفي كل تلك المزايا للبحث العلمي هو تحويل المعرفة إلى أداة.