Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

مشروعات متعثرة: موسوعة جينيس لها!!

ملح وسكر

A A
كنتُ أحسب أن في عروس البحر الأحمر مشروعين «مستحيلين بذاتهما» (حسب تعبير الأشقاء في السودان)، وهما مشروع المطار وشقيقه مشروع القطار.

هذان التوأمان المتلازمان لا ينفكان ينتقلان من تعثُّر لآخر، والسبب دائمًا خفي غير ظاهر! آخر الكلام عن المطار هو الانتهاء في رمضان شهر البر والاستغفار، لكن من المؤكد أن الشهر معلوم لكن العام مجهول! في نظري أن رمضان 1439هـ لن يكون موعدًا فعليًا لأن المطار مربوط بالقطار (مرجعهما واحد وإخفاقهما واحد).

لكن ظني أصابه تلف ووهن، فثمة مشروعان آخران قد ينساهما مثلي من شدة ألفة المعاناة اليومية، التي يفيضان بها على المواطن المسكين، أولهما والحائز على قصب السبق هو نفق شارع الأندلس المتقاطع مع شارع فلسطين.

هذا المشروع المؤبد قيل في هجائه أكثر مما قاله مالك في الخمر، وما زال عصيًا على الإذعان والاستسلام لا لدعوات الصالحين ولا لسخط المتذمرين، وآخر ما قيل إن رمضان هو موعد الاستلام، ومرة أخرى لا نعلم أي الرمضانات هو! ربما كان في العام القادم أو الذي يليه أو بعد 5 رمضانات! الله وحده أعلم، لكن حتمًا ليس رمضاننا هذا الذي يوشك على الحضور البهي والتشريف الجلي.

أما متلازم النفق فهو الجسر، وأعني به الجسر الذي يعلو طريق الحرمين، وهو امتداد لطريق الملك عبدالله، وبالرغم من قرب انتهاء وظائفه الفوقية، إلاّ أن وضع ما تحت الجسر مهمل إلى حدٍّ كبير، فتلك المساحة غاية في الفوضى لا يُعلم متى تنتهي، ولا كيف ستنتهي! ولعلّ من أسوأ آثار هذه الفوضى (غير الخلاّقة) ذلك التلبّك المروري (الدائم) الناتج عن حركة المركبات الراغبة في الاتجاه من الجنوب إلى الغرب على شارع أبي ذر الغفاري (علي المرتضى سابقًا)، إذ عليها الدوران (u-turn

) في مواجهة سيل المركبات المتجه من الشمال إلى الجنوب على الشارع نفسه.

هذه المستحيلات (بذاتها) الأربعة ستدخل يومًا ما موسوعة جينيس للمشروعات المتعثرة حتى لا تُنسى، ولا من ذاكرة التاريخ تُمحى.

اللهم خفف عنا عناء هذه التعثرات الأربع! اللهم إنا دعوناك فتفضل علينا وأجب واسمع!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store