Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

هنا يكمن التميز الحقيقي!

A A
لاشك بأن مطلب الجودة والتميّز يعد أمراً محموداً لكل منتج ومخرج، لذا نجد أن المؤسسات العالمية تتنافس على تحقيق ذلك المطلب الهام، فنرى البعض منها يحقق أعلى درجات الجودة والتميّز في منتجاته المادية، كالصناعات العسكرية والمدنية المختلفة، بالإضافة إلى حرص المؤسسات ذات العلاقة بالمخرج البشري، كمؤسسات التعليم العام والعالي، ومعاهد تنمية المهارات على جودة وتميُّز مخرجاتها البشرية. ومن هذا المنطلق قامت وزارة التعليم لدينا -قبل ثمانية أعوام- باعتماد تنفيذ جائزة تحت مُسمَّى (جائزة التعليم للتميُّز)، وهي جائزة تم توزيعها على ثماني فئات على النحو التالي: فئة الإدارة والمدرسة المتميزة بنين وبنات، وفئة المعلم المتميز بنين وبنات، وفئة المرشد الطلابي بنين وبنات، وفئة المشرف التربوي بنين وبنات، وفئة الطالب المتميز بنين وبنات، وفئة العمل التطوعي بنين وبنات، وفئة التميُّز الإداري (الإدارة المبادرة)، وفئة التميُّز الإداري (الإدارة المنجزة).

وليسمح لي القائمون على الجائزة، وفي مقدمتهم معالي وزير التعليم بطرح الملاحظات التالية:

- إن التميُّز الحقيقي لكافة أجهزة الوزارة، والذي يُعد الأحق بالاحتفاء، أن يكون بنتيجة قياس تميُّز المخرجات (الطلبة والطالبات) لكل إدارة تعليمية ، فهم مَن يُمثِّلون النجاح الحقيقي والجودة والتميُّزالحقيقيين لكل إدارة تعليمية، ويقيني أن ذلك الأمر سهل وميسَّر، ولا يُكلِّف الوزارة إلا القليل من الجهد والمال، بدلاً من هدر الكثير من المال على جوانب لا تُمثِّل الجانب الأصدق للتميُّز، وذلك من خلال قياس معدل التميُّز في اختبار القدرات العامة واختبارات التحصيل الدراسي التى تنفذ كل عام لطلاب المرحلة الثانوية، ولو تم تعميم ذلك للمراحل الأخرى، سيكون الأمر أكثر جدوى ومصداقية، حيث إن المخرج هو مَن يقيس فعلياً كل الجهد المبذول من كافة الفئات التعليمية.

- إن آلية القياس المعتمدة حالياً لا تُحقِّق الهدف المطلوب بصدق وموضوعية لعدّة أسباب، يأتي في مقدمتها أن معايير القياس حتماً سيتلبّسها التضليل المقصود، كونها لا تخضع لمعايير التثبت والتدقيق اللازمين، حيث إنها متروكة للأهواء، وسيتنامى ذلك الأسلوب عاماً بعد آخر بحثاً عن الجائزة، لا بحثاً عن التميُّز الحقيقي، أما السبب الآخر فهو أن اختيار عنصر واحد من بين آلاف أو عشرات الآلاف، لا يتحقق من خلاله الدقة في الاختيار.

فقد يكون هنالك العشرات من المتميزين الآخرين، الذين لم يسعفهم أسلوب التدوين لقِيَم تلك الجائزة، لذلك نجد أن الجائزة سوف يكون لها الكثير من الآثار السلبية لفئات.

- كم أتمنى أن توجّه اهتمامات الوزارة إلى الفصل الدراسي بكل ما فيه من طلاب وتجهيزات ومعلمين وإدارة، فهنا يكمن التميُّز الحقيقي، فهُم المرآة الحقيقية التي تعكس الواقع التعليمي بكل تفاصيله. والله تعالى من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store