Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

إعلان الحرب على الحرب «أنقذوا الأطفال»

القافلة تسير

A A
* لا يوجد عاقل في هذا الكون يتمنى نشوب الحرب؛ لأن الجميع يعرف بأنها ليست نزهة، ولا متعة، ولا مطلباً. كما لم ولن يخرج منها أحد منتصراً بدون خسائر بمعنى لا يوجد هناك ما يُسمى بالحرب النظيفة.

* الحربُ في حقيقتها كارثة على الإنسانية؛ لأن وقودها البشر والحجر والأرض والماء والهواء وكل الأشياء الجميلة.

* نتاج الحروب غالبًا دمار وحسرات، دموع وأرامل، إعادة عقارب الزمن للوراء (المتخلّف) في كل شيء.

* يؤكد الفيلسوف الفرنسي المعاصر لوك فيري على مقولة «إعلان الحرب على الحرب» وهو ما حثّني لاستعارة تلك الفلسفة عنوانًا لحكاية اليوم.

* من أجل نبذ فكرة الحرب وحربها يرى الفيلسوف (فيري) ضرورة مقاومة العنف والتحرر من إكراهات القوة المتوحشة، وإرساء نظام أسمى قادر على بعث توازن سلميّ ودائم في العالم.

* هل هذا ممكن؟

* الواقع يقول عكس ذلك فلا نظام أسمى ولا توازن سلمي ولا يحزنون بل (قوى عُظمى) متوحشة تسعى إلى شن مزيد من الحروب، مزيد من إكراهات القوة، وبكل أسى أقول كلما خبت نار للحرب أوقد المتمصلحون من تجار الحروب نارًا أخرى، هذه هي الحقيقة المُجرّدة دون زيف ولا حُلم ليلة صيف.

* وكالة الأنباء الألمانية بدورها طيّرت مؤخرًا خبرًا من نيويورك، بناء على تقرير موجع أصدرته منظمة «أنقذوا الأطفال» إن واحدًا من بين كل ستة أطفال على مستوى العالم ينشأ في مناطق صراع. وقد بلغ عدد هؤلاء الأطفال 375 مليون طفل، أي بزيادة 75% عن مطلع تسعينيات القرن الماضي، ونحو نصف هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق تعاني من صراعات شديدة؛ حيث يتعرض هؤلاء لانتهاكات جسيمة لحقوقهم الإنسانية مثل التشويهات الجسدية والتجنيد في سن الطفولة.

* أشارت ذات المنظمة (سالفة الذكر) إلى تزايد أعداد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا خلال النزاعات منذ عام 2010 بنسبة 300 %، إضافة إلى تزايد أعداد الأطفال الذين لا يمكن إيصال مساعدات إنسانية لهم.

* الحوثيون شذاذ الآفاق أكثر من جنّد الأطفال، ودفع بهم الى أتون الحرب ولهيبها وحين يقع هؤلاء الأبرياء بأيدي القوات المسلحة السعودية تقوم السلطات المختصّة لدينا بتأهيلهم وإعادة طفولتهم المختطفة وزرع الطمأنينة في نفوسهم، ومن ثم إرجاعهم إلى حضن أهاليهم.

* شتّان بين من يغتال الطفولة ويسعى لتوحش الأطفال، ومن يعيد البراءة إلى وجدانات أحباب الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store